“فوربيس” ترسم قصة نجاح المغرب في مجال الطاقة وكيف سيصبح مُصدرا للكهرباء في العالم

يتجه المغرب نحو التموقع في عالم الطاقات المتجددة سواء في إفريقيا أو العالم بأسره، ويخطط ليصبح مصدرا للكهرباء للعديد من الدول الأوربية في السنوات المقبلة، وينير منازل ملايين الأوروبيين، وذلك بالنظر إلى الإمكانيات الطبيعية التي توفرها المملكة، من طاقة شمسية وريحية وهيدروجين اخضر.

وقد رسم الصحافي الكبير ليولين كينغ، طريق المغرب ليصبح مصدرا للطاقة الكهربائية الموجهة نحو أوروبا وإفريقيا في مقال مطول بصحيفة فوربيس الأمريكية.

وفي هذا الصدد، كتب ليولين كينغ، صحافي ولد يروديسيا(زيمبابوي حاليا)، وهو أيضا خبير في الطاقة ومهتم بالعلوم والتكنولوجيا، أن المغرب يتوفر على الكثير من الأراضي وأشعة الشمس على طول السنة  مما يجعله مكانًا جذابًا لموقع محطات ضخمة لتوليد الطاقة الشمسية، وهو ما فطن به المغرب وشرع بالفعل في تنفيذه.

وأضاف كينغ، أن المملكة المغربية فضلا عن أشعة الشمس، تتوفر على قدر كبير من موارد الرياح الداخلية وعلى السواحل الممتدة، ويبدو أن المغرب مستعد لتحقيق نيته المعلنة ليس فقط في تلبية مطالبه الخاصة من الطاقة المتجددة، ولكن أيضًا لكي يصبح مُصدرًا إقليميًا لهذه المادة نحو أوروبا ودول إفريقيا.

وحسب ما جاء في مجلة فوربيس، فإن الإنتاج الاجمالي للطاقة بالمغرب يبلغ حوالي 11000 ميجاوات، منها 4030 ميجاوات من مصادر الطاقة المتجددة. وهناك 4516 ميجاوات إضافية من مصادر الطاقة المتجددة قيد الإنشاء أو المخطط لها.

وأوضحت المصادر نفسها، أن المغرب بحكم موقعه الجغرافي، يمكن له  أن يلهم العديد من البلدان للتحول من الوقود الأحفوري إلى مصادر الطاقة المتجددة.

واستند كاتب المقال إلى حوار أجراه مع ليلى بنعلي، وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، في مقابلة على موقع زووم، حيث قالت فيه إنها “تريد أن يكون المغرب وجهة للطاقة المتجددة”.

وأضافت الوزيرة في حديثها عن المستقبل: “يمكن للمغرب تصدير المزيد من طاقته من مصادر الطاقة المتجددة إلى إسبانيا والبرتغال وحتى المملكة المتحدة، حاليًا، هناك نوعان من الربط الكهربائي مع أوروبا ومن المقرر ربط ثالث، تبلغ قدرة التوصيلات 1400 ميجاوات وتتدفق الطاقة في كلا الاتجاهين، اعتمادًا على ظروف التوليد والسوق في أوروبا والمغرب”.

وحول الربط البحري بين المغرب وبريطانيا وهو المشروع الذي سيمكن من نقل الكهرباء إلى 8 مليون مواطن بريطاني في السنوات المقبلة، قالت بنعلي في تصريح ل”فوربيس”، “إذا كان المغرب سيخدم المملكة المتحدة، فستكون هناك حاجة لربط إضافي”.

وأبرزت المجلة الأمريكية دور محطة “نور” في توليد الكهرباء، حيث أكدت، أنه بمجرد اكتمال جميع أركان المشروع، سيكون مجمع نور ورزازات أحد أكبر منشآت توليد الطاقة الشمسية في العالم، حيث سيغطي أكثر من 6000 فدان من الصحراء.

 وفي الوقت الحاضر، يتكون المجمع من ثلاث محطات طاقة منفصلة ولكنها مشتركة في الموقع، والمعروفة باسم نور 1 (160 ميجاوات)، نور 2 (200 ميجاوات)، ونور 3 (150 ميجاوات). تم التخطيط لمحطة رابعة، نور الرابع (72 ميجاوات). يمكن توقع وجود محطات شمسية كبيرة أخرى في أماكن أخرى.

ويدافع المغرب عن الطاقة الشمسية المركزة التي تراجعت إلى حد كبير بالمناسبة في الولايات المتحدة وأوروبا حيث أصبحت الخلايا الكهروضوئية غير مكلفة للغاية، لكن الميزة العظيمة للطاقة الشمسية المركزة هي أنها تتمتع بالقدرة على تخزين الطاقة، وبالتالي زيادة توافر الطاقة، فمثلا “نور 1” تصل سعة التخزين 3 ساعات  ونور 2 و 3 ، 7 ساعات لكل منهما.

وهناك نوعان من تقنيات الطاقة الشمسية المركزة، ويستخدم المغرب كلاهما، يستخدم المرايا المكافئة لتوجيه الحرارة إلى أنبوب يحمل سائل التوصيل إلى محطة الطاقة والآخر هو ما يسمى بنظام برج الطاقة. وبهذه الطريقة، تقوم المرايا التي تتبع الشمس، والتي تسمى heliostats  بتوجيه الشمس إلى المجمع الموجود في أعلى البرج، يستخدم نور 1 و2 مجمعات مكافئة ، ويستخدم نور 3 المروحيات المحيطة ببرج يرتفع أكثر من 800 قدم.

ويسعى المغرب إلى تحقيق مشاريع أخرى غير تلك الموجودة بورزازات، بما في ذلك الطاقة الشمسية على أسطح المنازل، في سعي نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي وتصدير الطاقة إلى الخارج والرباط الكهربائي لمنازل المغاربة بنسبة 100 في المائة من السكان وتزويد كل مدرسة ومسجد بالكهرباء، رغم التكلفة المرتفعة.

ويحمل مقال الصحافي، الكبير ليولين كينغ، الذي بدأ مسيرته المهنية في سن السادسة عشرة من عمره بمجلة التايم بجنوب إفريقيا ثم عمل بلندن ونيويورك قبل أن يصبح مساعد محرر في صحيفة واشنطن بوسط ويكتب الأعمدة في “فوربيس” الأمريكية، في طياته قصة نجاح المغرب في مجال التحول الطاقي والتموقع في خارطة إنتاج الكهرباء في العالم.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar