منظمة العفو الدولية تقدم اعتذارا لأوكرانيا بعد تقريرها المنحاز لروسيا

في تطور مفاجئ، يكشف انحياز تقاريرها وخدمتها لأجندات معينة، وعدم موضوعيتها والتزامها بالمعايير المتعارف عليها في التقارير الحقوقية، اضطرت منظمة العفو الدولية إلى تقديم اعتذار عن ما أسمته  “الضيق والغضب” الذي تسبب فيه التقرير الذي نشرته يوم الخميس الماضي، والذي اتهمت فيه أوكرانيا بتعريض المدنيين للخطر، وهو ما جر عليها وابلا من الانتقادات وأثار حفيظة الرئيس فولوديمير زيلينسكي، كما أدى إلى استقالة رئيسة مكتب المنظمة في كييف احتجاجا على تحيز المنظمة لروسيا.

وحاولت المنظمة إضفاء طابع الشرعية على أعمال الاقتتال التي تقوم بها روسيا في أوكرانيا منذ نهاية شهر فبراير الماضي، حيث جاء في تقريرها، يوم الخميس الماضي، إن وجود القوات الأوكرانية في مناطق سكنية زاد من المخاطر التي يتعرض لها المدنيين خلال العملية العسكرية الروسية.

منظمة أمنستي وبعد الانتقادات الواسعة التي تعرضت لها،ا بسبب هذا التقرير، اضطرت أمس الأحد إلى التراجع وقالت في رسالة وجهتها عبر البريد الإلكتروني لوكالة “رويترز”: “منظمة العفو الدولية تأسف بشدة للضيق والغضب اللذان تسبب فيهما بياننا الصحافي بشأن أساليب القتال التكتيكية للجيش الأوكراني.. أولوية منظمة العفو الدولية في هذا الصراع أو أي صراع آخر هي ضمان حماية المدنيين، كان هذا هو هدفنا الوحيد حين أصدرنا أحدث نسخة من هذا البحث، وبينما نلتزم تماماً بالنتائج التي توصلنا إليها، فإننا نأسف للآلم الذي سببناه”.

وقالت المنظمة أيضا، حسب ما أوردته وكالة رويترز، إنها وجدت قوات أوكرانية بالقرب من مناطق يسكنها مدنيون في 19 بلدة وقرية زارتها، مما يعرضهم لخطر النيران الروسية، مضيفة أن “هذا لا يعني أن منظمة العفو الدولية تُحمل القوات الأوكرانية المسؤولية عن الانتهاكات التي ارتكبتها القوات الروسية، أو أن الجيش الأوكراني لا يتخذ الاحتياطات الكافية في أماكن أخرى من البلاد”.

وأضافت المنظمة “يجب أن نكون واضحين جداً: لا شيء مما وثقنا قيام القوات الأوكرانية به يبرر بأي شكل من الأشكال الانتهاكات الروسية”.

وكان التقرير الذي أصدرته منظمة العفو الدولية، قد أثار غضب عدد من كبار المسؤولين الأوكرانيين حيث عبّرت كييف عن رفضها التام لما جاء فيه لأنه يساهم في الدعاية لموسكو. كما انتقد الرئيس فولوديمير زيلينسكي بشدة في خطابه اليومي عبر الفيديو، مساء الخميس، “محاولة تبرئة الدول الإرهابية عبر المساواة بشكل ما بين الضحية والمعتدي”. مشيرا إلى أن الغارات الروسية دمرت ما يقرب من 200 كنيسة ومكان عبادة و2200 مؤسسة تعليمية و900 مستشفى وعيادة.

و قالت هانا ماليار، نائبة وزير الدفاع الأوكراني “عندما لا يكون هناك تحليل لأفعال العدو في تقرير عن أنشطة القوات المسلحة الأوكرانية خلال الحرب يكون الأمر مثل دراسة أفعال الضحية دون التطرق إلى أفعال مغتصب عسكري”.

واتهم ميخائيلو بودولياك المستشار الرئاسي الأوكراني منظمة العفو الدولية “بالمشاركة في حملة التضليل والدعاية (الروسية)”، حيث قال في تصريحات منفصلة لرويترز “إن أوكرانيا التزمت حرفيا بقوانين الحرب والقانون الدولي الإنساني وإنها تتخذ كافة الإجراءات لإجلاء المدنيين من جبهات القتال”.

وقال وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا إنه “غاضب” لصدور هذا التقرير، وحث منظمة العفو الدولية على “التوقف عن اختلاق واقع زائف”.

وكانت رئيسة فرع منظمة العفو الدولية في أوكرانيا، أوكسانا بوكالتشوك، قد اعلنت استقالتها بعد تقرير المنظمة غير الحكومية الذي اتهم القوات المسلحة الأوكرانية بتعريض مدنيين للخطر، مما أثار غضب كييف.

وقالت بوكالتشوك في بيان على صفحتها على فيسبوك ليل الجمعة-السبت “أعلن استقالتي من منظمة العفو الدولية في أوكرانيا”، معتبرة أن التقرير الذي نُشر في الرابع من غشت خدم عن غير قصد “الدعاية الإعلامية الروسية”.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar