نهاية العالم..الجفاف يزحف على سويسرا ويحولها إلى صحراء!

يعيش العالم على وقع جفاف وقلة أمطار وارتفاع في الحرارة بسبب التغيرات المناخية التي تسبب فيها الإنسان، بفعل أنماط حياته وتصرفاته المضرة بالبيئة، وهي ظاهرة لم يسلم منها حتى الدول المعروفة ب غزارة هطول الأمطار وكثرة تساقط الثلوج.

ففي سويسرا، وحسب مقال نشر أمس الجمعة بموقع “سويس أنفو”، فإن الصفرة أصبحت تغلب على المناظر الطبيعية، وكأننا في إقليم توسكانا الإيطالي، كما ترتفع حرارة البحيرات، أما أنهار الجليد “فتنحسر عن جثث كانت مدفونة تحتها”، حسب الموقع الذي أضاف أن سويسرا أصبحت عام 2022 فريسة للحرارة المستمرة، التي لا تكاد تسمح بسقوط أمطار.

وشهدت سويسرا على مدار العام بأكمله، خاصةً غربها وجنوبها، تراجعاً حاداً في كمية الأمطار المتساقطة، مقارنةً بمعدلاتها طيلة السنوات الماضية، وذلك حسب خدمة الأرصاد الجوية “ميتيو نيوز” (أخبار الطقس)، حيث تناقصت كمية الأمطار بنسبة 54 في المائة، مقارنةً بالمعدل المناخي. أما في الجنوب، فإن ندرة المياه قد تكون بالفعل هي الأسوأ منذ بدء قياسها، وفقاً لما صرح به خبير المياه ماسيميليانو زابا، بينما كان ربيع الشمال جافاً بالفعل.

في الأثناء، يضيف موقع “سويس أنفو” استنادا إلى المكتب الفدرالي السويسري للبيئة، يسود نقص في رطوبة الأرض في كافة أنحاء سويسرا، وكذلك جفاف شديد في الغابات، وتراجع في مستوى البحيرات، وارتفاع في درجات حرارة المياه. كما أن مستوى المياه الجوفية أصبح بالفعل متدنّيا إلى حد ما.

الري باستخدام الطائرات المروحية

في سياق متصل، وبسبب نقص الأمطار يقوم الجيش بنقل المياه فوق عدة مراعٍ جبلية في مختلف الكانتونات باستخدام الطائرات المروحية. ويهدف هذا العمل في المقام الأول إلى الحفاظ على الحيوانات وإمدادها بالمياه.

وأشار الموقع السويسري في هذا الصدد، إلى ما صرحت به المؤسسة السويسرية لحماية المناظر الطبيعية والتخطيط هذا الأسبوع، حيث أوضحت أن الاحتباس الحراري أدى إلى تغير المنظر الطبيعي العام في سويسرا في العقدين الأخيرين بدرجة ملحوظة. ففي منطقة الهضبة الوسطى، أصبح المنظر العام يشبه إقليم توسكانا الإيطالي بصورة متزايدة، بحسب تصريحات المؤسسة.

وبالفعل، تراجعت هيمنة اللون الأخضر في فصل الصيف، وبدأت درجات ألوان صفراء وبنية باهتة في الظهور بقوة. ومن اللافت للنظر كذلك، ظهور حقول من الأعشاب الجافة الصفراء. كما أن اللون الأصفر أصبح يظهر في وقت مبكر للغاية على أوراق الأشجار المُورقة في الغابات. وكل هذا يشبه ما نعرفه من مناظر عامة للوديان الجافة في وسط إيطاليا.

ارتفاع في درجة حرارة المياه

فضلاً عما سبق، يقول الموقع السويسري، فإن المسطحات المائية تتعرض كذلك لارتفاع حرارتها وجفافها جزئياً. فالأسماك التي تعتمد على درجات حرارة أبرد، تُعاني. إلا أنه لم يحدث نفوق جماعي لها مثل ذلك الذي وقع عام 2018، وهذا بفضل العديد من الليالي التي شهدت انخفاضاً لدرجات الحرارة.

في المقابل، يستشعر من يتجه للسباحة الآثار الناجمة عن ارتفاع حرارة المسطحات المائية. ففي البحيرات تنتشر الطحالب باطّراد ـ كما أن الذانبة، وهي نوع من الطفيليات التي تتسبب في ظهور بثور على الجلد، قد تفشت في بعض مناطق الاستحمام.

وأكدت الأرصاد الجوية السويسرية، أو المكتب الفدرالي للأرصاد الجوية وعلوم المناخ، فيما يتعلق بأحداث الطقس أنه بالنظر إلى درجات الحرارة المرتفعة وحدها، فإن هذه الموجات من السخونة التي عايشناها، لم تكن أمراً غير اعتيادي. بل إن المختلف حقاً هو استمرارها وشدتها ـ قياساً بمعدلات الحرارة أثناء النهار.

سلسلة مكتشفات الأنهار الجليدية

من ناحية أخرى، فإن ذوبان الأنهار الجليدية، يجعلها تنحسر باستمرار عن جثث لأشخاص فُقدوا منذ عشرات السنين. ففي السادس والعشرين من يوليو الماضي، وغير بعيد من جبل ماترهورن، ظهرت للعيان الرفات المحنطة بفعل البرودة لأحد متسلقي الجبال. وفي هذا الأسبوع، عُثر على هيكل عظمي بشري فوق نهر جليدي آخر بكانتون فاليه. وفي نفس الكانتون، وتحديداً في نهر آليتش الجليدي، تكشفت يوم الرابع من غشت الجاري أجزاء من طائرة سياحية سقطت هناك في يونيو من عام 1968. كما انحسرت الثلوج عن قذيفة مدفعية لم تتفجر بالقرب من بلدة زيرمات.

ويتفق جميع خبراء المناخ على أنه لا فرصة لنزول أمطار على كافة أنحاء سويسرا حالياً وحتى إشعار آخر.

عن موقع “سويس انفو” بتصرف

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar