جنرال أمريكي متقاعد يدعو واشنطن إلى تعزيز قدرات الصناعة العسكرية المغربية

من أبرز معالم العلاقات المغربية الأمريكية، التي توصف بـ”العريقة” لأنها تمتد إلى 235 عاما، الاهتمام المشترك بالسلام والأمن في شمال إفريقيا. وتعود العلاقة الطويلة الأمد بين الرباط وواشنطن لمعاهدة السلام والصداقة سنة 1787 عندما أصبح المغرب أول دولة تعترف بالولايات المتحدة. وبشهادة الجميع، فإن الشراكة الثنائية والاستراتيجية بين الولايات المتحدة والمغرب راسخة وتراعي المصالح المشتركة بين البلدين وتروم تحقيق السلام والأمن وكذلك الازدهار الإقليمي..

وفي هذا الإطار، دعا الجنرال الأمريكي المتقاعد، ستيفن بلوم، الإدارة الأمريكية إلى دعم القدرات المغربية في مجال الصناعة العسكرية، باعتباره أحد أقدم حلفاء واشنطن في إفريقيا، وأحد البلدان التي يُمكن أن يُعتمد عليها في القارة السمراء في العديد من القضايا، أبرزها مكافحة الإرهاب ومواجهة النفوذ المتصاعد للصين على المستوى الاقتصادي والسياسي في القارة.

ونشر بلوم مؤخرا، مقال رأي على الموقع الأمريكي المتخصص في أخبار الدفاع “ديفنس نيوز”، ركّز فيه على أهمية دعم واشنطن للتحالف المغربي الإسرائيلي لمواجهة ما أسماه بـ”النفوذ الخبيث” المتعاظم في القارة الإفريقية، والذي تقف وراءه دول من قبيل الصين وروسيا وإيران وفق تعبيره.

وقال بلوم إن المغرب يُعتبر من البلدان الإسلامية والإفريقية القيادية في مجال مكافحة الإرهاب الذي تعمل الولايات المتحدة على محاربته على المستوى الدولي، ويرى أن على واشنطن العمل على دمج القدرات المغربية في هذا المجال مع الخبرة الإسرائيلية من أجل أن تقف الرباط كحصن منيع ضد الإرهاب، خاصة في منطقة الساحل وإفريقيا الفرنكفونية.

وفي هذا السياق، دعا الجنرال الأمريكي المتقاعد، الإدارة الأمريكية الحالية بقيادة جو بايدن، بضرورة خلق فرص لكل من الجيش المغربي والجيش الإسرائيلي لتبادل الخبرات والتداريب، مثل تمارين الأسد الإفريقي، وكافة التداريب الأخرى في المنطقة، من أجل تحقيق ما أسماه بـ”الامكانات الكاملة للتعاون الإسرائيلي المغربي”.

وشدد ستيف بلوم في هذا الصدد، على ضرورة تمسك إدارة جو بايدن بالتزامات إدارة ترامب السابقة بخصوص المغرب وإسرائيل، مشيرا إلى الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على صحرائه، مؤكدا على أن هذا ما يضمن التحالف المغربي الإسرائيلي.

ومن أبرز النقاط التي دعا إليها بلوم في مقاله، هو دعوته للولايات المتحدة لأن تساعد في تعزيز قدرة المغرب العسكرية الصناعية بشكل فوري، إذ حسب قوله “يستلزم ذلك تجهيز المغرب للتغلب على خطر زعزعة الاستقرار الروسي والإيراني عبر الجزائر، بما في ذلك الوفاء بالمبيعات المتعلقة بالذخائر الموجهة بدقة وطائرات بدون طيار.”

وختم الجنرال الأمريكية مقاله بالقول إن هذه الخطوات “لن تسمح لإسرائيل والمغرب فقط بقيادة الطريق لاستراتيجية أمنية إقليمية يقودها الشركاء، ولكنها ستخلق أيضًا مساحة جيوسياسية مستقرة ضرورية لإطلاق إمكانات الشراكة الإسرائيلية المغربية في المجالات التكنولوجية والمالية الهامة.”

 

 

 

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar