ماكرون في الجزائر..المغرب لم يعد يركز على فرنسا وحاصرها بعلاقات مع مدريد وبرلين

لم يعد المغرب يركز على فرنسا، وهي حقيقة لوحظت في عدة مجالات وبدأت منذ أزمة الجائحة، حيث توجه المغرب نحو الصين لتلبية حاجاته من المواد الطبية واللقاحات لتحقيق مناعة جماعية لمواطنيه، وقبل ذلك شرع في تنويع علاقاته وصداقاته السياسية والاستراتيجية سواء في اسيا او بأوربا، كما وقع  على اتفاقيات أمنية ودفاعية مع إسرائيل ونجح في قلب اسبانيا إلى صفه، وإعلان مدريد عن موقفها الثابت من ملف الصحراء المغربية، وقبلها عادت العلاقات الدبلوماسية مع ألمانيا بعد الموقف ذاته من الصحراء المغربية، في حين بقيت باريس في منطقتها الرمادية.

وإذا كانت فرنسا التي تمتلك حيثيات الصراع المفتعل حول الصحراء المغربية بين أيديها لكن لا ترغب في الحل، وتخاف على مصالحها مع الجزائر، فإن المغرب لا تهمه زيارة إيمانويل ماكرون يوم الخميس الى الجزائر ولا حتى ما ستسفر عنه هذه الزيارة المطولة التي تستغرق 3 أيام، فخطاب ثورة الملك والشعب كان واضحا في رسالته المشفرة إلى فرنسا.

ويبدأ ماكرون يوم الخميس زيارة رسمية للجزائر تستمر ثلاثة ، حيث أكد الإليزيه، اليوم الثلاثاء أن “رئيس الجمهورية اختار توجيه هذه الزيارة نحو المستقبل والشركات الناشئة والابتكار والشباب وقطاعات جديدة”.

وتهدف الزيارة الثانية لماكرون إلى الجزائر منذ انتخابه في عام 2017، إلى “إرساء أساس لإعادة بناء وتطوير” العلاقة بين باريس والجزائر، حسب ما أوردته الرئاسة الفرنسية.

ويرافق الرئيس الفرنسي وفد يضم 90 شخصا، من بينهم سبعة وزراء، ضمنهم برونو لو مير (الاقتصاد)، جيرالد دارمانين (الداخلية) وكاثرين كولونا (الخارجية) بالاضافة إلى برلمانيين ومدراء شركات كبرى.

كما سيرافقه الحاخام الأكبر لفرنسا، حاييم كورسيا، وهو من عائلة يهودية مولودة في الجزائر. وسيزور إيمانويل ماكرون الجامع الكبير بالجزائر وكذلك كنيسة سانتا كروز في وهران.

وعلى الصعيد الاقتصادي، سيكون الغاز في قلب المحادثات، بحسب باريس، وإن كان الأوروبيون في سعيهم لتقليل اعتمادهم على الإمدادات الروسية، على خلفية الحرب في أوكرانيا، يتجهون بشكل متزايد نحو الجزائر.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar