مدافع صلب ينتهي به المشوار مدربا للاسود

وليد الركراكي.. من مدافع عنيد وصانع ألقاب وأمجاد الأندية إلى قائد كتيبة الأسود

نشر في: آخر تحديث:

اختارت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم مساء اليوم 31 غشت 2022، وليد الركراكي، مدربا لقيادة المنتخب الوطني في نهائيات كأس العالم بقطر، خلفا للمدرب البوسني وحيد خاليلوزيتش، الذي أقيل من منصبه، في 11 غشت 2022، بسبب “اختلافات في التوجهات والرؤى”، بخصوص مستقبل الأسود. لكن من هو وليد الركراكي الذي سيقود كتيبة الأسود في مونديال قطر؟، وتعول عليه الجماهير المغربية العاشقة لكرة القدم لتحقيق الألقاب مع الأسود خاصة كاس أمم إفريقيا المقبلة.

الولادة والنشأة..

ولد وليد الركراكي في 23 من شتتبر سنة 1975، وتحديدا بكورباي إيسون، و هي بلدة تقع في الضواحي الجنوبية للعاصمة الفرنسية باريس، وكأي طفل ولد في أسرة مغربية مهاجرة، فإنه اختار أن تكون كرة القدم هي حبه وشغفه منذ الصغر فكان يلعبها في كل مكان، لكنه فضل الانتقال إلى المستوى الموالي، وهو اللعب في أحد الأندية القريبة من مقر سكنه، واختار فريق المنطقة آيسك وربي إيسون.

بداية المشوار…

لم يكن مشوار وليد الركراكي سهلا في بداياته، فإنه لعب في فترة شبابه لأندية مغمورة في أقسام الهواة بفرنسا، ثم استقر به الحال في فريق راسينع كلوب لعب معهم موسم وحيد 1998/1999. بعدها حصل الركراكي على فرصة الانتقال إلى فريق تولوز الفرنسي ليخوض معهم مرة أخرى موسم وحيدا. وانتقل وليد إلى فريق أجاكسيو التي تعتبر أفضل تجربة قضاها في مسيرته كلاعب. بحيث استطاع قيادتهم للصعود إلى الليغ 1 وتحصل على أفضل ظهير أيمن في دوري الدرجة الثانية الفرنسي.

خاض المدافع وليد الركراكي مجموعة من التجارب في الدوريات الفرنسي، الإسباني ثم المغربي وتفوقه الكبير جعله يفوز بجائزة أحسن مدافع في الدوري الفرنسي الدرجة الثانية، كما خاض أكثر من 50 مباراة مع المنتخب الوطني المغربي. وفي سنة 2004 ساهم بشكل كبير في وصول المنتخب الوطني إلى نهائي كأس الأمم الأفريقية بتونس، إذ نال جائزة أفضل مدافع في البطولة. وسنة 2007، توج اللاعب بجائزة أحسن مدافع مغربي.

في سنتي 2012 و2013، بعد اعتزاله اللعب نهائيا ونظرا إلى ثقافته الكروية العالية، اتجه وليد إلى العمل كمحلل تقني للدوري الفرنسي في قناة بي إن سبورتس بالفرنسية.

انجازات وألقاب..

يمتلك الركراكي إنجازات كبيرة في تاريخه التدريبي الذي بدأ قبل 10 سنوات، أخرها الفوز رفقة الوداد بكأس دوري أبطال إفريقيا أمام الأهلي المصري، ولقب البطولة الوطنية مع الوداد أيضا، وقبل هذا سبق للركراكي أن فاز رفقة الفتح الرباطي بدرع البطولة في عام 2016، وقبلها توج بطلاً لكأس العرش 2014.

بعد نيله شهادة التدريب، انتقل الركراكي في أول تجاربه للإشراف سنة 2014 على تدريب الفتح الرباطي، هذا النادي الذي لطالما عرف بمنحه الوقت الطويل لمدربيه من أجل العمل نظرا لغياب الضغط الجماهيري عكس أغلب النوادي المغربية التي تسارع دائما إلى تغيير الأطقم التقنية أثناء النكسات.

فلسفة وليد في التدريب..

وضع وليد مشروع كروي مع المسؤولين يتضمن التنسيق مع كافة الفئات السنية للنادي بشراكة مع أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، ومنذ أول سنة له مع الفريق الرباطي تمكن هذا المدرب الشاب من التتويج بكأس المغرب المعروف بكأس العرش سنة 2014. ثم تمكن من الوصول إلى نصف نهائي كأس الاتحاد الأفريقي قبل أن يقصيه نادي الزمالك المصري بفارق الأهداف المتلقاة داخل الميدان (علما أنهما تعادلا في مبارتي الذهاب والإياب).

وفي سنة 2015، وصل الركراكي بفريقه مجددا إلى نهائي الكأس لكنه خسر في ضربات الجزاء بعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل السلبي. وفي نفس الموسم، حقق الركراكي إنجازا تاريخيا بعد أن قاد الفتح إلى الفوز بالدوري الوطني لأول مرة في تاريخه بعد عقدة استمرت لسنوات، ليتحدى بذلك عقبة أنه أصغر مدرب في البطولة.

وانتقل الركراكي إلى الدوري القطري، حيث خاض تجربة ناجحة رفقة نادي الدحيل خلفاً للبرتغالي روي فاريا. لكن قلبه كان دائما مع نادي الوداد، وأعلن في اكثر من مرة انه مستعد لتدريب الفريق الأحمر، ان سمحت له الظروف، وهو ما تأتى له حينما أقدمت إدارة الوداد على التعاقد معه مباشرة بعد الانفصال عن فوزي البنزرتي، حيث استطاع الركراكي قيادة الوداد الى الفوز بلقبين في موسم واحد، لكنه لبى نداء الوطن والتحق بكتيبة الأسود في تجربة جديدة وتحدي أخر بطموحات مختلفة.

اقرأ أيضاً: