ناصر بوريطة

المغرب لا يحتاج إلى “تيكاد” حتى يعزز علاقته وشراكته مع اليابان

نشر في: آخر تحديث:

 يبدو أن الرهان الذي حاولت تونس المراهنة عليه أعطى نتائج سلبية، خاصة  بعد ردود الأفعال القوية والمنددة باستقبال زعيم الانفصاليين إبراهيم غالي من طرف الرئيس التونسي قيس السعيد، الذي خصص له “استقبالا باهرا” بالبساط الأحمر، في قمة تيكاد، بطلب من الجزائر ومن يحرك جنرالات العسكر بهذا البلد. وهو ما رد عليه المغرب في حينه بتعليق مشاركته في القمة “اليابانية- الإفريقية “وقرر سحب سفيره للتشاور.

لكن اليابان التي تجمعها علاقات قوية مع المغرب اعتذرت عما جرى، مؤكدة أنها لم تستدع زعيم البوليساريو وأنها لا تعترف بهذه الحركة الانفصالية، مقرة في الوقت نفسه أن تونس هي التي وقفت وراء دعوة إبراهيم غالي إلى قمة تيكاد.

غير أن المغرب الذي تجمعه علاقات قوية مع اليابان، لن توقف تعاونهما قمة عقدت في تونس، فقنوات التواصل والدبلوماسية تشتغل من وقت طويل بين المغرب واليابان وليس ظرفية ولا وليدة اللحظة، ولا تتعلق بمجالات محددة دون غيرها.

وفي هذا الإطار، تندرج مباحثات الأمس بين وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة عبر تقنية التناظر المرئي، مع نظيره الياباني، يوشيماسا هاياشي، اذ تمحورت حول واقع وآفاق العلاقات الثنائية، وكذا الأحداث التي شابت قمة “تيكاد” الأخيرة، التي انعقدت بتونس يومي 27 و28 غشت 2022.

ونوه الطرفان بتميز ومتانة العلاقات التي تربط بين البلدين، والتي يطبعها التقدير الكبير وتقارب العلاقات بين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، وإمبراطور اليابان، هيرونوميا ناروهيتو.

ذلك أن المغرب طالما أولى أهمية خاصة لتعزيز وتعميق علاقاتها مع اليابان. واتفقا على اتخاذ إجراءات جديدة لتعزيز الترسانة القانونية، التي تؤطر التعاون الثنائي، الذي تميز هذه السنة بدخول اتفاقين أساسيين حيز التنفيذ يتعلقان بالاستثمارات وعدم الازدواج الضريبي.

ومن المقرر تنظيم زيارات رفيعة المستوى في الأسابيع المقبلة بغية استكشاف فرص الاستثمار المتاحة بالمغرب لفائدة مجموعات اقتصادية يابانية كبرى. خاصة وان المملكة ستمنح التسهيلات اللازمة لجذب وإقامة الاستثمارات اليابانية بالمغرب.

أما بخصوص قمة “تيكاد” في تونس، فقد أشاد بوريطة بالتزام اليابان، أول بلد يطلق منتدى للشراكة مع إفريقيا، بالمساهمة في تحقيق تنمية القارة واستقرارها ورفاهية شعوبها. وذكر بأن “تيكاد” هي منتدى للشراكة والتنمية يجب أن يكون في منأى عن المناورات السياسية التي تقف وراءها بعض الجهات المعروفة، مشيدا بحزم وثبات الموقف الذي عبر عنه الوفد الياباني في تونس.

وأشار بوريطة إلى مسؤولية تونس، البلد المضيف لهذه الدورة من قمة “تيكاد” ، في الانزلاقات الخطيرة المرتكبة دون التشاور مع الشريك الياباني، والتي نجم عنها حضور ومشاركة كيان غير مدعو رسميا إلى القمة، وهي الانزلاقات التي أثرت للأسف على النتائج والإشعاع المنتظرين من هذه القمة التي كان من المفترض أن تكون حدث ا للاحتفال وتعزيز الشراكة اليابانية- الإفريقية.

اقرأ أيضاً: