القاهرة..إصرار تونس على إقحام جمهورية الوهم في تقرير “تيكاد-8” يكشف عداء قيس للمغرب

عندما أعلن الأمن العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أن الخلاف المغربي – التونسي الذي وقع على خلفية مؤتمر “تيكاد-8″، قد تم تسويته بعد لقاء بين وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، ونظيره التونسي عثمان الجرندي، خلال اجتماع تشاوري في اجتماع مجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية في دورته الـ158 اعتقد العديد من المتتبعين كما روجت لذلك وسائل إعلام عديدة، أن الأمر يتعلق بالخلاف الدبلوماسي الذي تسبب فيه قيس السعيد عقب استقباله لزعيم إرهابيي البوليزاريو  خلال احتضان تونس لمؤتمر “تيكاد-8” الذي يجمع عادة اليابان والدول الإفريقية التي ترتبط معها بعلاقات، وذلك لتمويل مشاريع في القارة، وليس الاتحاد الإفريقي واليابان كما حاول إعلام الرئيس التونسي وأبواقه الدعائية والدبلوماسية تغليط الرأي العام الدولي.

والحقيقة أن تسوية الخلاف بين المغرب وتونس الذي أشار إليه أبو الغيط، لا يتعلق بالخطأ الجسيم الذي اقترفه “الملحق الجزائري” في تونس خلال قمة تيكاد-8، بل الأمر يتعلق وكما جاء في إشارة الأمين العام لجامعة الدول العربية، في لقاء صحافي عقب اختتام أشغال الدورة الـ158 لمجلس الجامعة، يهم حصرا “فقرة اقترح الوفد التونسي إدراجها بشأن قمة +تيكاد+، والتي رفضها المغرب رفضا قاطعا”.

وظل الأمر مبهما حيث اختلط على وسائل الإعلام والمحللين وهو ما استغلته بعض الأبواق الدعائية للجزائر وملحقتها الشرقية لتوهيم الرأي العام بان الخلاف الذي تسبب فيه قيس السعيد قد سوي ولم يعد له وجود بفضل جهود الجامعة العربية وتدخل ممثلي بعض الدول الأعضاء فيها، وهو ما جعل ناصر بوريطة يخرج بتصريح لوسائل الإعلام في القاهرة أوضح فيه “موقف المغرب من استقبال رئيس الدولة التونسية، الجسيم وغير المقبول، لزعيم الميليشيا الانفصالية، لم يتغير”، مؤكدا أن هذا الموقف هو  الذي “عبرت عنه وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج في بلاغها بتاريخ 26 غشت 2022، ويشاطره مجموع الشعب المغربي وكافة القوى الحية”.

وأوضح الوزير أن إشارة الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، في لقاء صحافي عقب اختتام أشغال الدورة الـ158 لمجلس الجامعة، إلى تسوية الخلاف بين المغرب وتونس، “تهم حصرا فقرة اقترح الوفد التونسي إدراجها بشأن قمة +تيكاد+، والتي رفضها المغرب رفضا قاطعا”.

وسجل بوريطة أن تدخل عدد من الدول العربية الشقيقة، خاصة الأردن، مكن من التوصل إلى نص توافقي، يحيل على التعاون بين اليابان والدول العربية، دون الإشارة بأي شكل من الأشكال إلى قمة “تيكاد”.

ولئن كان بوريطة لم يعط توضيحات وافية بشأن ما جرى بالضبط، فإن بعض المصادر المطلعة أكدت أن الامر يتعلق بمحاولة تونس إقحام جمهورية الوهم الصحراوي في تقريرها حول تيكاد-8 وتمرير ذلك ضمن وثائق الجامعة العربية، التي اعتمدها اجتماع مجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية في دورته الـ158، وهي سابقة لم يقم بها حتى نظام العسكر الجزائري من قبل رغم دعمه وإيوائه وتسليحه لهذا الكيان الغريب الذي يسعى إلى تقسيم المغرب والمس بوحدته الترابية.

الفقرة التي تضمنها تقرير “ولاية الجزائر-59” تحدثت عن 55 دولة افريقية وهو ما اعترض عليه بشدة ناصر بوريطة، لأن الأمر يتعلق ب 54 دولة تعترف بها الأمم المتحدة ولا وجود لدولة أخرى كما تدعي “تونس قيس السعيد”، لأن الأمر يتعلق بكيان وهمي ترعاه وتموله وتأويه الجزائر، وهي المسؤولة عن إدخاله عنوة إلى المنظمة الإفريقية بقوة ريع النفط والغاز وشراء الذمم.

إن ما قام به ممثل الولاية الجزائرية رقم 59 بالقاهرة، يوضح بكل جلاء بأن ما أقدم عليه قيس السعيد خلال قمة تيكاد-8 لم يكن غفوة ولا خطأ غير مقصود، بل الأمر يتعلق بفعل متعمد مع سبق الإصرار، وهو موقف يؤكد انخراط “روبوكوب” (الاسم الذي يطلقه التونسيون على قيس سعيد) في جوقة المطبلين للأطروحة الانفصالية التي يرعاها نظام العسكر، وقد استطاع هذا الأخير ان يستدرج ديكتاتور تونس الصغير إلى صفه من خلال ابتزازه والضغط عليه بملفات أمنية واقتصادية وطاقية، حيث اضحت تونس ملحقة للجزائر وفقدت سيادتها واستحقت بذلك اسم “الولاية الجزائرية 59” التي أطلقها عليها التونسيون والعديد من المتتبعين للشؤون السياسية بالمنطقة..

 

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar