عندما لا تجد جماعة العدل والإحسان حرجا في التعامل مع المخابرات الأجنبية


تليكسبريس- بوحدو التودغي

في زعم جماعة العدل والإحسان أنها قوة أخلاقية، ومن أخلاق المسلمين عدم الكذب وتحريمه وعدم الخيانة خصوصا إذا كانت خيانة الوطن، لكن سلوكاتها بعد هبوب رياح الربيع العربي أكدت أنها جماعة لا خلاق لها، وأنها مستعدة للتحالف مع الشيطان من أجل تحقيق أهدافها، وأنها مستعدة للتخلي عن كل شعاراتها بل يمكن القول إنها مستعدة للتخلي عن القول قبل الاستفتاحي "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" إذا كان الشيطان أمريكيا أو جزائريا أو قطريا.

 

سلوك جماعات العدل والإحسان لا يمكن إلا وصفه بنهج بوحمارة على المستوى السياسي، ولن نتحدث اليوم عن "خلطتها" العقدية التي هي "دين الخروج من الدين" عما ذهب إلى ذلك الفيلسوف الفرنسي مارسيل غوشيه، ولكن يهمنا اليوم الوقوف عند سلوكها السياسي في الجغرافية المضطربة المليئة بالأحداث والمتغيرات.

 

ما إن هبت "العجاجة" التي تسمى الربيع العربي حتى اشرأبت أعناق زعماء الجماعة تطلعا للقومة الإسلامية، على وقع خيول رعاة الربيع العربي، وتخلت عن المصطلح الذي نقله عبد السلام من الثورة الإيرانية "الاستكبار العالمي" وبعثت الجماعة الرسائل المتوالية لتقول إنها أيضا مستعدة لكي تكون بديلا وبدأت في إقناع أتباعها بالقومة بدعم "المؤمنين الأمريكان".

 

أول رسالة بعثتها الجماعة لـ"الاستكبار العالمي" سابقا، هو تأييد "الثورة" الليبية ضد معمر القذافي، رغم أن الذين لا يفهمون في السياسة يعرفون أن ما وقع في ليبيا ليس فيه حس ثوري وإنما مجموعات مرتبطة بدول هنا وهناك استعانت بالأجنبي وجاء حلف الناتوه بطائراته وأسقط القذافي.

 

دعوة الأجنبي للتدخل في شؤون البلد هو الذي نسميه نهج بوحمارة، نسبة إلى الجيلالي الزرهوني، الثائر برسم الدعم الإنجليزي في عهد مولاي عبد العزيز. فهو لم يجد غضاضة في الاستعانة بالاستعمار البريطاني قصد الوصول إلى السلطة عبر انتحال صفة الأمير مولاي امحمد ابن السلطان مولاي الحسن. ولا تجد الجماعة غضاضة في الاستعانة بـ"الاستكبار العالمي" لتحقيق القومة الإسلامية.

 

القيادي في الجماعة حسن بناجح، والمسمى أيضا براح الجماعة، لم يتوان في لقاء عناصر من المخابرات الأمريكية والتقى على فترات مختلفة مع المخبر الأمريكي، الذي حمل صفة طالب باكستاني، وكل ذلك من أجل بعث رسائل لقائد الربيع العربي بواشنطن أن الجماعة هي المؤهلة للحكم في إطار الصفقة بين السي آي إيه والإسلاميين وهي الصفقة التي منحت النهضة الحكم بتونس وأوصلت مرسي لرئاسة مصر.

 

وكي تكون الجماعة التلميذ النجيب لرعاة الربيع العربي فإنها لم تنبس ببنت شفة في حق قطر، التي أدانها العالم لأنها تعتمد نظاما عبوديا، بل إن قادتها يروحون جوعى إلى الدوحة ويغدون بطانا، ولهم سفير هناك غلام الجماعة رشيد الموتشو.

 

وفي عز التآمر الجزائري ضد المغرب وضد وحدته الترابية اختار محمد عبادي صحيفة الشروق، المحسوبة على المخابرات الجزائرية، ليهاجم الدولة في المغرب ويبعث رسائل تطمينات للجارة العدو، وتبين أن الحوار تم بإيعاز من المخابرات الجزائرية، التي ترتبط بعلاقات جيدة مع قادة من التنظيم.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar