منطقة امسمرير تنادي حكومة بن كيران


بوحدو التودغي

رغم أن مصطلح المغرب غير النافع والمغرب النافع لم تعد لها جدوى في ظل برامج التنمية المستدامة ومحاربة الفقر والحد من الهشاشة الذي سطره المغرب في زمن الألفية الثالثة، ورغم أن في المغرب مدن وبوادي وتجمعات سكنية وحواضر ومداشر تعرف بعض التناقضات في مستواها الاجتماعي والاقتصادي..تحكمت فيه سياسيات سابقة خصوصا في بعض المدن والقرى الذي فشل منتخبوها في تقريبها من مسلسل التنمية…رغم كل ذلك تبقى بعض الظواهر الاجتماعية من فقر وبطالة وجريمة وضعف الخدمات…حاضرة في كل المدن والمناطق سواء في المغرب أو في كل بلدان العالم، فالفقر والهشاشة الاجتماعية ليست ماركة مسجلة بالمغرب بل هو معطى عالمي.

 

سياق هذه المقدمة العامة، هو ما يقع في بعض مناطق مغربنا الحبيب، من تهميش وتراجع الخدمات وضعف أداء المؤسسات وقلة الماء الصالح للشرب والكهرباء وهدر مدرسي… خصوصا في المجال القروي الذي مازال يعيش وضعا صعبا يتطلب من الحكومة إعطاء المزيد من العناية ووضع برامج شمولية تقيه من مطبات الأزمات الاجتماعية، واحتجاج بعض المواطنين على تراجع الخدمات وارتفاع الأسعار وتزايد عدد العاطلين، كما وقع مؤخرا في منطقة امسمرير التي تعيش وضعا عاديا تعيشه كل القرى المغربية، لكن أن تتراكم المشاكل وتختفي وعود " المنتخبين" الذين يأتون للمنطقة عند مطلع كل حملة انتخابية من أجل وضع برنامج انتخابي محلي يروم الخروج من الواقع، وتتبخر هذه البرامج ويختفي المنتخبون الذي من واجبهم الدفاع عن المنطقة وجلب استثمارات وغيرها، فالوضع في منطقة امسمرير مثلا ، قد يقوله صوت " هنو" أو غيرها، وقد يقوله أي شخص يحس أنه يعيش أزمة مع نفسه أو مع محيطه الاجتماعي، لكن " هنو"  امرأة امسمرير  ببولمان دادس، أعطت ملامح واقعية عن دور المنتخبين والقطاعات المؤسساتية المحلية في تقديم خدماتها، خصوصا في المجال الصحي الذي عرف إحداث نظام المساعدة الطبية" راميد"، والذي عرف بعض الاختلالات في أدائه وعدم استفادة المحتاجين منه، الأمر الذي يتطلب من وزارة الصحة والداخلية أن تتدخل لمعرف ما يقع.

 

هنو: تستفز وعود بن كيران: صحيح أن تنادي وتصرخ امرأة وغيرها عن وعود سمعتها يوما في التلفزة او في البرلمان من قبل الحكومة، والذي عاشت معه حلما قد يتحقق، لتجد نفسها في "وهم" كان حلما، لكن للحكومة برنامج ومعها أغلبية ومعارضة ومنتخبون صوت عليهم الشعب المغربي، فتبقى برامجها محط انتقاد أن لم تتحقق، وصوت هنو هو صوت العددين الذي ينتقدون أداء حكومة بنكيران خصوصا في ارتفاع الاسعار .

 

في المقابل، لا يجب استغلال" هرطقة" البعض، وأن نسمع لكل واحد ما يقول، فللمنطقة هواجس، وللشاب المعطل حاجيات، وللمعاق مطالب، وللشيخ دوافع…وهذا ما نجد له صدى في ظل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وبرامج التضامن ومحاربة الفقر التي وضع لها جلالة الملك أفقا استشراقيا بعيد الأمد ليس مرهون ببرنامج حكومة ما، بل هي برامج اجتماعية تتوخى الحد من الفقر ومحاربة الهشاشة على مسويات متعددة.

 

من جهة أخرى قد يخرج بعض العشرات للاحتجاج في منطقة امسمرير على تدهور بعض الخدمات، وان كان فعل الاحتجاج مسألة عادية تقع بين الفينة والأخرى في كل المدن المغربية، وفي كل مدن العالم، فانه من الواجب النظر إلى ما وقع في امسمرير من منظور تحديد المسؤوليات وإيجاد الحلول بطرق حضارية تخدم مصلحة المواطن بعيدا عن القراءات والمغالطات التي يريد البعض استغلالها عند كل احتجاج، ولا يجب اللعب بالكلمات والمصطلحات والقول أن ممكن ان تتحول المنطقة الجميلة امسمرير الى بؤرة عنف كما في سوريا وليبيا وغيره…فهذا حمق وجنون لإمرأة أصابها خريف العمر..

 

بالفعل، وحسب بعض المصادر المحلية من امسمرير ، فان المدينة تعرف بعض التهميش وضعف الخدمات، نتيجة بعض السياسات المتبعة من قبل السلطات الساهرة على تدبير الشأن المحلي للمدينة من منتخبين وسلطات عمومية، الأمر الذي جعل بعض العشرات يحتجون بطرق عادية بهدف إيجاد الحلول المناسبة لهم، وهذا ما تحاول السلطات تقديمه في الأيام المقبلة، كما أن المدينة تعرف حركية ونشاط تجاري وتزايد الحاجيات والطلبات على مدينة كانت إلى زمن قريب منسية، كما أن بعض شبابها يعيش بطالة..فهل امسمرير مدينة استثنائية من دون المدن المغربية الأخرى؟ وهل فعل وصل ثمن " قالب السكر الى خمسون درهم؟

 

لما اختار المغرب المجال الديمقراطي وتوسيع الحريات، كان بهدف جعل السياسة في خدمة التنمية والاهتمام بالمجال الاجتماعي القريب من المواطنين، الأمر الذي جعل من الحريات منعطفا في حياة البعض خصوصا في الهامش من المدن المغربية، مما فرض نوعا من الحقوق والواجبات في علاقة الدولة بمواطنيها، الأمر الذي أنتج هامشا من الحرية سمح للمواطنين بالتعبير والاحتجاج بطرق مختلفة على حقوقه، ومن بين هذه الاحتجاجات التنديد بارتفاع الأسعار فتشكلت في وقت سابق تنسيقيات محاربة ارتفاع الأسعار في كل المدن، ونهجت اسلوبها في وقف  الارتفاع بعد نقاشات ومفاوضات بين التنسيقيات والنقابات والجمعيات والقطاعات الحكومية المختصة، كما تم في بعض المدن خروج العشرات من الشباب للتنديد بواقع البطالة الذي يعيشونه وتم تقديم بعض الحلول ومنها تشغليهم بالقطاع العام ومنحهم مشاريع اقتصادية في القطاع الخاص، كما تعرف كل المدن المغربية هذه الوقفات والاحتجاجات أمام مقرات البلديات والمقاطعات ومجالس المدن من اجل محاولة الحصول على منصب شغل، ويتم استقبال الشباب وتقع مفاوضات بين المسؤولين والمعطلين،كما أن في المدن المغربية وقعت احتجاجات كما في سيدي افني وتم معالجة المشاكل بطرق عقلانية وبإشراك الجميع وليس بفعل الفوضوية والمزايدات واستغلال الفرص، لماذا نقول ذلك:


أولا: ما يقع في امسمرير مسألة جد عادية،انه احتجاج اجتماعي ليس إلا، وليس هناك غليان ولا انفلات ولا هم يحزنون، كما يحاول البعض الترويج لذلك واستغلال عقول البعض لترويج مغالطات وافتراءات من قبيل: ارتفاع صاروخي في أسعار المواد الاستهلاكية وأن هناك مؤامرة ضد المدينة، في حين يقول أكثر من مصدر انه ليس هناك ارتفاع في أثمان السكر ولم يصل الى خمسون درهم، كما أن ثمن الزيت والدقيق والخضر. باقية في مستواها.بل تعرف الأسعار مستواها العادي رغم أن الصيف في نهايته بحيث أن المدينة عرفت مؤخرا توافد العديد من السياح والمغاربة القاطنين في الخارج مما تزايد الطلب على المواد مقارنة مع العرض المطروح في السوق..

 

ثانيا: امسمرير مدينة هادئة وجميلة ومواطنوها أناس طيبون لا يحبون العنف ولا  يحبون من يستغلهم لأمور سياسية ضيقة، وهم يفهمون أنه بالحوار يمكن الوصول إلى إيجاد حلولهم الاجتماعية.

 

ثالثا: هناك البعض من يدبر الاحتجاجات ويسعى للفتنة، وينفقون الأموال من اجل دفع الأطفال والمراهقين للاحتجاج، ومن بين هؤلاء بعض الشباب الذين مازال في عقلهم شيء من ماركس ولينين، ومنهم كذلك من يحمل قدسية جماعة عبد السلام ياسين في عقله وقلبه ويعتبر أن الاحتجاج في امسمرير  سوف تتحقق الثورة الموؤودة، كما أن بعض الشباب المعطل لم يجد من وسيلة ملئ فراغه سوى "شحن" الأطفال والمراهقين للخروج ورفع شعارات كبيرة عن سنهم وغريبة عن واقعهم اليومي.

 

رابعا: الاحتجاج أسلوب حضاري به نوصل حاجياتنا ومشاكلنا للمهتمين والمسؤولين، ويوجد بمنطقة امسمرير سلطات منتخبة انتخبها المواطنون من مجلس بلدي وبرلمانيين، وبها توجد مقرات السلطة الإدارية، فالحوار يجب ان يكون تشاركيا لتحقيق تنمية في المدينة، وبالتالي لإيجاد الحلول لبعض المشاكل التي قد تقع في اي وقت، وجب نهج القنوات القانونية والحضارية لكوننا في دولة الحق والقانون ولسنا في عالم الغاب .

 

خامسا: الحكومة الملتحية نهجت سياسات قد يكون لها انعكاسا على جيوب المواطنين من ارتفاع الاسعار والزيادة في ثمن المحروقات والحليب وغيره..ومن ثمن وجب الاحتجاج على الحكومة كمسؤولة سياسيا على على السياسات الاجتماعية والقطاعية، في المقابل تبقى المشاريع الكبرى التي أطلقها جلالة الملك من صلب السياسات العامة الكبرى والهادفة الى تحقيق تنمية مستدامة ومحاربة الفقر والهشاشة الاجتماعية وتحقيق التضامن بين المغاربة.

 

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar