نعم … نريدها ثورة على”الشلاهبية” و” البَّانْدِيَة” والكذابة…

 

 

محمادي المغراوي

 

 مرة أخرى، يأبى ذاك الصحفي ،علي أنوزلا، أن يتحف "قواعده"  بخرجة من خرجاته التي يشملها الباطل من بين يديها ومن خلفها، ومن ورائها وأمامها، من خلال حديث عن "كلفة الملكية في المغرب"، متذرعا بالكلام عن ميزانية القصر الملكي الواردة في مشروع قانون الميزانية لعام 2013، وهي الميزانية التي يمكن لأيّ كان الاطلاع عليها في الموقع الإلكتروني لوزارة الاقتصاد والمالية .

 

      بالطبع ، يستغل ذاك الصحفي"أنوزلا" ــ  كعادته ــ الفرصة، ليستنطق الأرقام الواردة في الميزانية الجديدة، خاصة تلك المتعلقة بالقصر الملكي ليقارنها بميزانية بعض الوزارات، فقط ليقول أن ميزانية القصر أكبر من ميزانية هذه الوزارة أو تلك .

 

 بالله عليك ياذاك الصحفي، الساقط على رأسه، قل لنا هل ميزانيات جميع الوزارات متساوية ؟ هل ميزانية أسرة متواضعة هي نفس ميزانية أسرة موسرة؟ هل ميزانية جماعة حضرية هي ميزانية جماعة قروية؟ هل الميزانية التي تسير عليها جمعية من الجمعيات تعادل ميزانية نقابة؟ وهل ميزانيات النقابات والأحزاب متشابهة ؟ وهل ميزانية منزل عادي هي ميزانية فيلاَّ ؟ وهل ميزانية الفيلاَّ هي ميزانية العمارة؟ وهل ميزانية موظف متوسط هي نفس ميزانية موظف سام..؟ وهل ميزانية فريق رياضي من قسم الهواة هي ميزانية فريق محترف…؟ وقِسْ على ذلك ياذاك الصحفي أنوزلا الذي لا يرضى لنفسه النزول إلى الأرض ورؤية الأمور رؤية البصيرة وليس رؤية البصر.. فشتان بينهما؛ ذلك أن رؤية البصر يمكن أن  تكون مصابة بمرض الْحَوَل الذي يبدو أن ذاك الصحفي "أنوزلا" يعاني منه منذ مدة من دون أن يشعر به.

 

  من قبل ، كان يُقال : لماذا لا تُنْشر ميزانية القصر الملكي على العموم ؟

 

  هاهي تُنْشر حتى قبل أن يطالب بها ذاك الصحفي، بتفاصيلها بما فيها البند الخاص بالملك ــ كما في سائر الدول الديموقراطية ــ ، وتشمل القوائم المدنية، ومخصصات السيادة، وبند البلاط الملكي… لكن ذاك الصحفي الذي في نفسه إنّ وكان وأخواتها يبحث عن شيء آخر من خلال اللعب على المقارنات ، تارة بين ميزانية القصر وميزانية القطاعات الوزارية، وتارة أخرى بين ميزانية القصر الملكي في اسبانيا أو ميزانية قصر الإليزي في فرنسا ليخلص إلى التساؤل حول ما إذا كان القصر في المغرب »يخطط لبناء قصور أو إدارات جديدة..« وهو يعرف أنه ليست هناك قصور جديدة في طور التخطيط أو حتى في طور البناء.. ولا هم يحزنون.

 

         يتعمد ذاك الصحفي"أنوزلا" اللعب على المقارنات فقط ليتقيّأ ما في جوفه من حقد دفين على هذا البلد وقيادته ورموزه، وعلى الملك والملكية ، والظهور أمام الناس بأنني ذاك الصحفي "أنوزلا"الباسل الذي لا يُشَقّ له غبار، الذي يتعرض لكل شيء في هذا البلد، ليس فقط بالنقد والتحليل الرصين، بل بالتجريح والتشهير لغرض في نفس أنوزلا المريضة، معلنا بذلك انضمامه لجوقة جلاّدي هذا الوطن الذين ينتظرون الفرص السانحة للانقضاض على كل ما يجري في بلدهم بهدف تبخيسه والتقليل من شأنه . وكمثال فقط، لم ير ذاك الصحفي في الزيارة الملكية للخليج سوى أن الملك يبحث، من خلالها، على دعم سلطته . ياسلام.

 

     لمّا أعياه البحث في المقارنات ، انتقل ذاك الصحفي "أنوزلا" إلى إثارة موضوع عزيز عليه علّه يدغدغ به العواطف، بالحديث عما سمّاه ب "الطقوس المذلة التي ترافق حفلات الولاء وتجديد ما يسمى بالبيعة" قائلا إن هذه الطقوس"تلاحق كرامة وسمعة كل مغربي حيثما وُجد."

 

  إلاّ أنت ياذاك الصحفي "أنوزلا" ، أنت آخر من يمكنه الحديث عن الكرامة التي لا وجود لها في حياتك، ولا حتى في قلمك الذي يدّعي الحديث باسم المغاربة، أنت الذي تفتَّقت "عبقريتك" الصحفية بفضل البترودولار ، ومن الجشع  والاستغلال الذي  مارسته وتمارسه على من اشتغلوا معك.. وتوزيع الوعود الكاذبة يمينا ويسارا…

 

   في جميع البلدان طقوس تتخلل احتفالاتها الدينية والوطنية ، فهل الطقوس التي ترافق الاستقبالات الملكية في اليابان والصين وكثير من الدول  الأخرى في العالم، تلاحق كرامة وسمعة مواطنيها حيثما وُجِدوا؟ 

 

  هل تتوقع أن يقرأ الناس تحليلاتك الحولاء ، ويخرجون إلى الشارع ، ويحملونك على الأكتاف، ويعلنوها ثورة ، ويتوِّجوك قائدا خالدا للثورة التي تبشر بها من أجل القضاء على الملكية؟

 

مسألة بسيطة أيها "الثائر" ألا تشكو يوميا من التكاليف التي تفرضها عليك متطلبات العمل والتنقل من مقر إقامتك إلى مكتبك بالموقع السعيد بقلب الرباط ، وتحلِّل على نفسك ما تحرِّمه على الآخرين من زملاء وعاملين…؟

 

    نعم ، نريدها ثورة . ثورة على "الشلاهبية" و"البَّاندِيَة" والكذّابة…  هذه هي المؤشرات التي ما فتىء جلالة الملك محمد السادس يرسلها.. لكن من يقرأها…  و" إن الله لا يغيِّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم".

 

   عسى أن يفهم ذاك الصحفي"أنوزلا" شيئا من هذا.

 

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar