فضاءات طنجة تتعزز بمعلمة فريدة من نوعها.. “دار النيابة” لحفظ الذاكرة والتاريخ

تعززت مدينة طنجة العالية بمعلمة فريدة من نوعها تنضاف الى ما تزخر به من فضاءات ومتاحف تحفظ الذاكرة وتجذب الزائر، وهكذا جرى اخيرا افتتاح متحف دار النيابة – بيت الفنان، بالمدينة العتيقة، بحضور والي جهة طنجة-تطوان الحسيمة محمد مهيدية، ورئيس مجلس الجهة عمر مورو، والمدير العام لوكالة تنمية أقاليم الشمال منير البيوسفي ، وأطر المؤسسة الوطنية للمتاحف على راسهم مهدي قطبي، رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف، وريكاردو دييز هوشلايتنر رودريغيز، سفير إسبانيا بالمغرب، فضلا عن منتخبين وممثلي وزارة الثقافة وفعاليات من المجتمع المدني.

وتقع هذه المنشأة الثقافية الفنية في مبنى دار النيابة القديمة في مدينة طنجة، التي يندرج ترميمها في إطار برنامج إعادة تأهيل وتثمين المدينة العتيقة لطنجة الذي أطلقه صاحب الجلالة الملك محمد السادس بهدف توفير فضاء مفتوح للفنانين للإبداع والتبادل والتكوين. وتطلبت عملية التجديد و السينوغرافيا و إعادة تأهيل المبنى، التي أشرفت عليها وكالة تنمية أقاليم الشمال بتنسيق مع ولاية جهة طنجة تطوان الحسيمة ووزارة الشباب والثقافة والاتصال بتنسيق مع المؤسسة الوطنية للمتاحف، غلافا ماليا إجماليا يقدر بنحو 14 مليون درهم.

وتتوفر المعلمة الثقافية الجديدة، التي تقع على مساحة إجمالية تقدر بنحو 1841 مترا مربعا، على قاعة متعددة الوسائط، وقاعات للعرض، وورش للرسم ، والتصوير، ومعالجة الأعمال الفنية، والنحت وغيرها من الفضاءات المتنوعة الوظائف.

ففي قلب المدينة العتيقة لطنجة، يهتم “متحف دار النيابة” بجزء من الذاكرة الدبلوماسية للبلاد، وتاريخ مدينة طنجة، وتأثيره على تاريخ البلاد. كما يهتم برؤية “الاستشراق” الفني للمغرب، في مرحلة ما بعد الفنان أوجين دولاكروا، التي عرفت بحثا عن “شرق متخيل”، اعتُبر المغرب جزءا منه، مع تعرّف على واقع مغربي مغاير لعوالم “ألف ليلة وليلة”، عكست تفاعلاته، خاصة، ريشات فنانين من أوروبا الغربية.

فضاء دار النيابة، المعادِ تهيئته تأسس في عهد السلطان عبد الرحمان بن هشام من أجل تيسير التواصل مع التمثيليات الأجنبية، وشهد مفاوضات طبعت تاريخ المملكة الحديث، كما أنه كان مقرا قُنصليا لفرنسا.

وتحضر في هذا المتحف، أيضا، محترفات لترميم الأعمال الفنية، وورشة للفنانين، وفضاء للأطفال، وقاعة للمحاضرات، فضلا عن تقسيم طابقَيه إلى فضاءين؛ أحدهما قار يتعلق بالذاكرة الدبلوماسية، وآخر متغير خاص بالفنون.

ومن بين ما يعرض حاليا بالمتحف في رواقات خاصة، أعمال لماجوريل، وأنطونيو فوينتيس، الذي رأى النور في طنجة، وعاش وضعها الدولي، وتوفي بها.

وتقع دار النيابة التي شهدت توقيع عدة اتفاقيات ومعاهدات في حقب تاريخية متعددة ، في المدينة القديمة لطنجة وتشكل عامة جزءا فريدا من الذاكرة الإدارية والدبلوماسية للمغرب، و شيدت البناية في عهد السلطان، عبدالرحمن بن هشام، سنة 1860 كمقر لإدارة نائب السلطان بطنجة، الذي كان حلقة وصل بين الدولة المغربية والتمثيليات الأجنبية المعتمدة في المغرب قبل الاستقلال.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar