الانقلاب في بوركينافاسو يعمق جراح فرنسا ويزيد من عزلتها في افريقيا

يعمق الانقلاب العسكري في بوركينا فاسو عزلة فرنسا في أفريقيا بعد خروج مظاهرات مؤيدة للانقلابيين تنادي برحيلها على غرار ما وقع في مالي وجمهورية أفريقيا الوسطى. لكن الانقلاب يخدم المصالح الروسية في وقت تعرض فيه موسكو خدماتها على دول القارة.

ويؤكد الانقلاب العسكري في بوركينا فاسو بشكل أكبر تقلص النفوذ الفرنسي في غرب أفريقيا، لاسيما لمصلحة روسيا. ولم يعد المشهد ضبابيا في البلاد بعد رفض رئيس الدولة المخلوع التنازل عن الحكم، لكن التوجهات المناهضة لفرنسا ليست جديدة ولا عشوائية وتكتسب زخما متزايدا، بينما يتوسع نشاط الجماعات الجهادية في منطقة الساحل ويتمدد باتجاه خليج غينيا.

كما أكد الانقلابيون “عزمهم التوجه إلى شركاء آخرين على استعداد للمساعدة في مكافحة الإرهاب”. وعُدّت تلك إشارة ضمنية إلى روسيا التي رفعت أعلامها خلال تظاهرات تشهدها بوركينا فاسو منذ يومين.

واعتبر الخبير في شؤون المنطقة بجامعة كينت في بروكسل إيفان غويشاوا أن “الانقلابيين يدرجون خطوتهم بوضوح شديد ضمن الاستقطاب الحاصل بين روسيا وفرنسا”.

وتعرضت السفارة الفرنسية في واغادوغو لاعتداءين السبت والأحد اللذين شهدا إضرام النار في حواجز حماية ورشقها بالحجارة، ما يمثل الصفعة الأكثر قسوة لباريس لأنها تندرج ضمن نزوع خطير.

وفي مالي المجاورة نشرت فرنسا قوة برخان المناهضة للجهاديين لمدة تسع سنوات لمكافحة الجماعات المحسوبة على تنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية، قبل أن يشهد البلد انقلابين عام 2020 أوصلا إلى السلطة عسكريين معادين لحضورها ما قاد الرئيس إيمانويل ماكرون إلى إعلان سحب القوات الفرنسية وإعادة نشرها في دول أخرى بالإقليم.

وخارج منطقة الساحل، يتراجع أيضا نفوذ فرنسا بوضوح في غرب أفريقيا الذي كان ذات يوم “الفناء الخلفي” لها. وأضاف التقرير الفرنسي أن “المطالبة بالديمقراطية تضعنا في خلاف مع الأنظمة التي بصدد التراجع في هذا الصدد ولا تتردد في الإشارة إلى المنافسين الذين لا يربطون دعمها بأي معيار داخلي”، مشيرا خصوصا إلى “العرض الروسي”.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar