الصويرة.. مهرجان الأندلسيات الأطلسية يعانق جماهيره بعد ثلاث سنوات من الغياب

يعود مهرجان الأندلسيات الأطلسية، التظاهرة التقافية البارزة على الساحة الوطنية والدولية، ليطفئ شمعته 18 بمدينة الصويرة، وذلك بعد توقف لمدة ثلاث سنوات، وفي القائمة برنامج رائع ومغري.

تعود هذه التظاهرة التي تزين كل فصل خريف بالصويرة، بعد توقف فرضته جائحة كورونا، في أبهى الحلل وببرنامج متنوع موزع على الفضاءين الرمزيين لدار الصويري وبيت الذاكرة، بالإضافة إلى خيمة الميناء التي جهزها، لهذا الغرض، فريق جمعية الصويرة موكادور، الجهة المنظمة للمهرجان، الذي نحت لنفسه، منذ عقدين من الزمن، اسما بين أبرز التظاهرات العالمية. ويتعلق الأمر بخريف من التوهج المتجذر منذ قرابة 20 عاما في وجدان كل أنواع الموسيقى المشتركة، وثراء هذه الذكريات المختلطة والوعود المتجددة باستمرار لتاريخ مغربي عظيم اختار اليهود والمسلمون كتابته في المستقبل، عبر ضرب موعد يحضره الآلاف من أجل الغناء والرقص معا والنقاش الجماعي، في حدث سحري يستعيد بشكل معبر ذاكرة التعايش اليهودي الإسلامي.

ومن أجل إضفاء زخم جديد ومتجدد على هذا التعايش وعلى هذا التاريخ اليهودي – الإسلامي، وللاحتفال بتجديد الوصل بين هذا المهرجان وعشاق الموسيقى، الذين يتوافدون من جميع أنحاء العالم، أعدت جمعية الصويرة موغادور برنامجا غنيا : 170 فنانا و 14 حفلا موسيقيا و 3 منصات، وبرنامج يحمل هذه السنة طابع الاستثناء.إنه الاستثناء المغربي والمدرسة المغربية التي تجسدها التظاهرة الموسيقية من خلال “أسلوب صويري”، يجعل منها “موعدا فريدا من نوعه في العالم، حيث يختار المسلمون واليهود، ليس فقط الالتقاء من أجل فرحة التواجد معا، والغناء معا، بل الاستماع والنقاش معا، واهتمام كل منهم بالآخر، مع تركيزهم على أن تلقى روايات الجميع الاحترام الذي تستحقه”.

وقالت جمعية الصويرة-موكادور “هذه هي المدرسة المغربية، هذه هي روح الصويرة، التي أشار إليها الكبير إدغار موران ذات يوم، وهو ينتصب واقفا وسط إحدى حفلاتنا الموسيقية ليعبر عن مشاعره عند إعادة اكتشاف هذا التمازج بين اليهودية والإسلام، المتجذر في عمق تاريخ مغربي عمره قرون “. “يا له من شعور أن تمتلك الصويرة موهبة تجسيد نعمة “المطروز”، هذا اللون الموسيقي الذي يجمع بين العربية والعبرية، والملحون والشقوري والفلامنكو وطرب الآلة، خلال هذا المهرجان الذي لا مثيل له”.

وتعرف دورة هذه السنة مشاركة المايسترو الكبير عمر متيوي مع فرقته الموسيقية “روافد” التي تستضيف العاد ليفي وموسيقييه، أيقونات المشهد اليهودي للموسيقى العربية الأندلسية بلا منازع. كما سيغني لأول مرة بالصويرة، المغني والموسيقي غوستو، الذي سيشدو بأجمل ما يزخر به ربيرتوار الأغنية اليهودية – العربية الشعبية، بالإضافة إلى الفنانتين عبير العابد وزينب أفيلال.

وككل سنة، ينظم المهرجان حفلا لكل من الديفا ريموند البيضاوية، وعبد الرحيم الصويري، رمزي المدرسة الصويرية للموسيقى العربية – الأندلسية، وهي المدرسة التي سطع نجمها لعقود في المغرب وخارج الحدود.

وأوضح المنظمون أن منصات المهرجان ستصدح في دورة 2022 بأغاني أعضاء المجموعة اليهودية الأسطورية “Hapiyout”، من تافيلالت، الذين طال انتظارهم لملاقاة جمهورهم، بعد أن شاركهم الملايين من محبي الموسيقى حفلتهم الموسيقية في عام 2018 على شبكات التواصل الاجتماعي.

وأشارت الجمعية إلى أن ” الصويرة تحضر لنا مفاجأة كبيرة تنضاف لسيل الأحاسيس الجميلة عبر تنظيم أمسية فريدة بعد منتصف الليل، تلتقي خلالها التقاليد الصوفية الإسلامية واليهودية.

أمسية ل”Baqqachot” و”الأمداح” ستمزج بين اللغتين العربية والعبرية، وتجمع بين مجموعة “مطروز” ومغنيي فرقة “الأنوار المحمدية”.

وأوضحت الجمعية أن العروض الأولى الأخرى من برنامج هذه السنة، سيحييها كل من مور كارباسي، النجم الجديد للموسيقى السفاردية، الذي سيعتلي المنصة مع زورا تانيرت، وهي فنانة ملتزمة وموهوبة من التراث الأمازيغي.

كما سيحضر إلى الصويرة ، الرباعي الذي يجوب منصات العالم من أجل الغناء للحوار الإسرائيلي – الفلسطيني، في حين أن فرقة “أفالكاي”، التي رأت النور بالصويرة، ستدعو سكينة فحصي لمشاركة كوكتيل من الأغاني يمزج بشكل خاص بين الجاز والفلامنكو، الشقوري والربيرتوار الكناوي. وسيكون للصويرة هذا العام، بحسب المنظمين، امتياز وفرصة استقبال، لأول مرة في المغرب “باليه فلامنكو الأندلس”.

وقالت الجمعية “سيسدل الستار على المهرجان بحفل ختامي أنطولوجي يراهن على إعادة إحياء الصفحات الأكثر رمزية وشعبية للتراث الموسيقي اليهودي العربي، من خلال برمجة مستوحاة من الثراء الكبير للتراث الروحي والموسيقي للصويرة، وهو تراث الزوايا وكناوة والرزون والملحون”.

هي إذن، لمسة إبداعية حقيقية لإعادة إحياء هذه التظاهرة الصويرية التي تجمع كل المواهب وتفي بكل الوعود.

مرة أخرى ، تضع مدينة الصويرة، التي عرفت منذ ثلاثين عاما كيف تجعل الثقافة رافعة حقيقية للتنمية، نفسها في الواجهة من خلال إهداء سكانها وزوارها وعشاقها لحظات ساحرة من الأحاسيس الفنية والثقافية، ولكن أيضا عبر التبادل والتعايش

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar