انطونيو غويتريس يشكر جلالة الملك على الالتزام الدائم لتعزيز الحوار بين الأديان والتسامح

 أعرب انطونيو غويتريس، الأمين العام للأمم المتحدة صباح اليوم الاثنين بفاس، عن شكره لجلالة الملك محمد السادس على التزامه الشخصي  والدائم لتعزيز الحوار بين الأديان والتسامح والتنوع بوصفها ثروة مجتمعاتنا.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غويتريس في كلمته أمام المشاركين في المنتدى التاسع لمنظمة الأمم المتحدة لتحالف الحضارات، المنعقد على مدى يومين بفاس، إن “المغرب طالما كان مناصرا للحوار بين الأديان ورائدا في الكفاح ضد التطرف فلا عجب أن يكون بهذه الصفة، المستضيف الطبيعي لهذا المنتدى”.

وأشاد غويتريس بالاختيار الملهم لمدينة فاس كمكان لاحتضان هذا اللقاء العالمي الهام، حيث قال إن تاريخ فاس الغني والعريق يجعل منها المكان المثالي للقاء والتأمل في الحالة التي يوجد عليها عالمنا”.

وأوضح الأمين العام للأمم المتحدة، في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لمنتدى تحالف الحضارات: “إننا نرى اليوم، إن نحن ألقينا نظرة شاملة على الكرة الأرضية، عالما مأزوما، حيث تجد قوى الشقاق والكراهية أرضا خصبة لها في مشهد يخيم عليه الظلم والنزاع، وتزيد هوة الانقسامات اتساعا بين الأغنياء والفقراء والشمال والجنوب والاقتصادات المتقدمة النمو والاقتصادات الناشئة، وتشتد حدة التوترات الجيوسياسية والاجتماعية والاقتصادية، مما يتسبب عدد متزايد من النزاعات، بما في ذلك الحرب الدائرة في أوكرانياء في تدمير الحياة، وتقويض الاقتصادات.

وأضاف “تتقوض أسس الثقة في القيادات السياسية وفيما بينها، ويؤدي انهيار دعائم الثقة إلى انهيار القيم. فيطال حقوق الإنسان وسيادة القانون التجاهل – أو تستهدف صراحة بسهام الإساءة. ويزيد خطاب الكراهية والتضليل الإعلامي وسوء المعاملة شيوعا مع استهداف النساء والفئات الضعيفة بشكل خاص.

و”تتفشى آفات التعصب واللاعقلانية بعاد إحياء الشرور القديمة المتمثلة في معاداة السامية والتعصب المعادي للمسلمين واضطهاد المسيحيين وكراهية الأجانب والعنصرية”.

و”تستمد هذه الآفات البغيضة والمسيئة ما يغذيها من بعضها البعض وتثير الانقسام وتعرقل العمل الجماعي، ويتكشف هذا الواقع كله في ظل اندفاع مناخنا في اتجاه نقاط تحول لا رجعة بعد بلوغها بما يعبر بجلاء ويشكل مأساوي عن عجزنا عن العمل ككيان واحد من أجل منفعة الجميع”.

وعن التغيرات المناخية، قال غويتريس: “نحن نعرف ما يجب القيام به، ونعلم أنه من أجل كبح جماح أزمة المناخ؛ يتعين علينا تحييد أثر انبعاثات الكربون بحلول منتصف القرن وخفض الانبعاثات بشكل عاجل خلال هذا العقد.ولهذا السبب اقترحت في الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية تغير المناخ ميثاق للتضامن المناخي تتضافر فيه قدرات الاقتصادات المتقدمة النمو والاقتصادات الناشئة لصالح الجميع”.

مؤكدا “نحن نعلم أنه من أجل التصدي لأوجه عدم المساواة على الصعيد العالمي، يتعين علينا تزويد البلدان النامية بما تحتاجه من موارد ومن دعم لتستثمر في مستقبلها. ولذلك، خاطبت القادة في مؤتمر قمة مجموعة العشرين في بالي لأحثهم على دعم خطة لتحفيزأهداف التنمية المستدامة بتخفيف عبء الديون وإعادة هيكلتها لأجل جنوب الكرة الأرضية والاستثمارات في جميع أهداف التنمية المستدامة، بدءا بالتعليم والرعاية الصحية، ووصولا إلى القضاء على الفقر وتحقيق المساواة الكاملة لصالح النساء والفتيات”.

وزاد غويتريس بالقول: “نحن نعلم أننا بحاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة للحيلولة دون تفاقم عدم الاستقرار والجوع في القرن الأفريقي ومنطقة الساحل وحتى أفغانستان وهايتي وغيرهما، ولهذا السبب فإن مبادرة البحر الأسود لنقل الحبوب  إلى جانب المساعي الرامية إلى ضمان تدفق الأغذية والأسمدة الروسية إلى الأسواق العالمية، هي مبادرة بالغة الأهمية لتحقيق الاستقرار في الأسواق وخفض أسعار المواد الغذائية”.

وأضاف الأمين العام في كلمته، “نحن نعلم أخيرا أنه يتعين علينا من أجل وقف تناسل النزاعات توطيد سبل منع نشويها وبناء أسس السلام الدائم. وأن التحدي لا يكمن في ما يتعين القيام به بل في السبيل المتعين نهجه”.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar