نيويورك تايمز عن أسود الأطلس: حركة تحرر جديدة في عالم كرة القدم

يواصل اسود الأطلس جذب اهتمام الاعلام الدولي، بعد مسيرتهم الموفقة في كاس العالم المنظم حاليا بدولة قطر، وتأهلهم إلى دور ربع النهاية على حساب منتخبات ذات صيت عالمي، كما هو الشأن بالنسبة بلجيكا واسبانيا اللذان انهزما أمام حنكة واحترافية عناصر المنتخب الوطني المغربي بقيادة وليد الركراكي.

وفي هذا الصدد، تطرقت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، للإنجاز التاريخي الذي حققه الأسود بتأهلهم إلى دور ربع نهائي كأس العالم قطر 2022، وأبرزت كيف جاء هذا الانتصار بأقدام مغاربة العالم، وكيف يُمثل هذا الانجاز “قومية كروية جديدة” بدأت تتشكل بشكل تدريجي.

وربطت الصحيفة الأمريكية، ما قام به المنتخب المغربي في هذا المونديال بتحولات بدأت تطرأ على ساحة الكرة العالمية، وبالخصوص توجه اللاعبين من ذوي الأصول الإفريقية نحو تمثيل بلدان آبائهم والتخلي عن تمثيل البلدان الأوروبية التي وُلدوا فيها، بالرغم من استفادة الأخيرة على مدى عقود من مواهب القارة السمراء التي كانت مستعمرة من طرف أوروبا سابقا.

وقالت نيويورك تايمز، في هذا السياق، إن المنتخب المغربي أطاح في دور الستة عشر بإسبانيا التي كانت واحدة من الدول التي استعمرته سابقا، وجاء إسقاط منتخب “لاروخا” بأقدام اللاعب أشرف حكيمي الذي ازداد في العاصمة الإسبانية مدريد، لأبوين مغربيين، مضيفة بأن هذا الانتصار كان بمثابة “حركة تحرر جديدة في عالم كرة القدم”.

وأشارت نيوروك تايمز إلى الحزن الذي ظهر على ملامح اللاعب السويسري إيمبولو ذو الأصول الكاميرونية الذي سجل هدفا في مرمى منتخب الكاميرون، ملمحة إلى أن هذا الحزن يشير إلى الوعي الذي بدأ يتشكل لدى اللاعبين الأفارقة في المهجر، وبداية تنامي شعورهم بضرورة تمثيل بلدان الأصلية على حساب البلدان الأوروبية التي ولدوا وترعرعوا فيها.

وتسبب لاعبون من أصول إفريقية مرارا في هزيمة منتخبات بلدانهم الأصلية، لكن من النادر مشاهدة لاعب أوروبي يلعب في منتخب آخر ويسجل هدفا في مرمى منتخب بلده الأصلي، تقول صحيفة نيويورك تايمز، ولا توجد إلا أمثلة قليلة جدا، من بينها اللاعب الألماني السابق ميروسلاف كلوزه المزداد في بولندا ولعب لمنتخب ألمانيا.

وفي هذا السياق، أشارت الصحيفة ذاتها أنه يوجد 130 لاعبا في مونديال قطر 2022، لا يُمثلون بلدانهم الأصلية، من بينهم اللاعب الإسباني إنياكي ويليامز ذو الأصول الغانية الذي سقط مع منتخب “لاروخا” يوم الثلاثاء الماضي أمام المنتخب المغربي.

وقالت الصحيفة الأمريكية إن المنتخب المغربي هو المنتخب الوحيد المتبقي في مونديال قطر خارج أوروبا وأمريكا اللاتينية، وهو سادس منتخب فقط خارج هاتين القارتين يصل إلى هذه المرحلة في تاريخ كأس العالم، مشيرة إلى أنه يحقق ذلك بمساهمة لاعبين فضلوا اللعب لبلدهم الأصلي بدل المنتخبات الأوروبية، وهو ما يُمكن اعتباره بمثابة “قومية كروية جديدة” تتشكل.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar