تفاصيل العملية النوعية التي نفذتها المخابرات المغربية لتحرير الرهينة الألماني بالساحل

تمكنت المخابرات المغربية من خلال عملية نوعية نفذتها، الجمعة، من تخليص أقدم محتجز ألماني من أيدي الجماعات المسلحة بمالي وذلك حسب ما كشفت عنه صحيفة “دير شبيغل” الألمانية. عملية تحرير الرهينة والناشط الإنساني الألماني، “جورج لونج”، تمت بنجاح والفضل في ذلك، يرجع إلى المخابرات المغربية فحسب الصحيفة الألمانية إن تدخلا من الاستخبارات المغربية نجح بقوة في تمكين المواطن الألماني من استعادة حريته.

ولفتت”دير شبيغل” إلى أنه جرى تسليم “جورج لونج” لموظفي السفارة الألمانية بباماكو من طرف المخابرات المغربية، بعدما قضى 4 سنوات مختفيا، ولم تنجح أي وساطة للإفراج عنه من قبل. وأوضحت الصحيفة الألمانية أنه قبل بضعة أسابيع، عرضت المخابرات المغربية التوسط، بعد أن تمكن المغاربة من الحصول على دليل أن الرهينة حي. ونقلت “دير شبيغل” معلومات من الدوائر الأمنية قالت إن الأمور سارت على ما يرام، ونجح جهاز استخبارات مغربي في إطلاق سراح “لانج”، بالرغم من أن الخاطفين كانوا قد طالبوا بفدية من سبعة أرقام للرهينة.

هذا وتعيش دول الساحل والصحراء تحديات أمنية خطيرة، بسبب الانقلابات وعدم الاستقرار السياسي إضافة إلى تحول هذه الدول إلى أوكار مواتية للتنظيمات الجهادية الهاربة من الشرق الأوسط، خصوصا بعد الضعف الذي أصاب تنظيم القاعدة في باكستان وأفغانستان في السنوات الأخيرة، حيث تنبأ العديد من المتخصصين بانتقال شبكات الإرهاب إلى مناطق أخرى في العالم على رأسها دول الساحل.

ومع عودة فصائل القاعدة وظهورها في دول أفريقيا خاصة في الصومال ومالي ونيجيريا، فضلاً عن شمال أفريقيا، أشار المراقبون إلى أن أفريقيا سوف تصبح مستقبلاً “أرض الجيل الثالث لتنظيم القاعدة” بحيث تكون “أفغانستان جديدة”.

وفي سياق متصل تعمل المملكة المغربية على مكافحة الإرهاب بمنطقة الساحل، والحد من انعكاساته على المملكة ومحيطها الإقليمي والدولي، وهو ما أكده في تصريح سابق السيد الشرقاوي حبوب مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية “بسيج” لوسائل إعلام دولية، حيث قال أن المكتب لديه معلومات عن تعليمات من قادة تنظيم داعش لأتباعه بتنفيذ هجمات وعمليات إرهابية في بلدانهم الأصلية دون الانتقال إلى مناطق يسيطر عليها التنظيم أو السفر من بلد إلى آخر للقيام بعمل إرهابي.

وكان الشرقاوي أشار إلى أن المملكة المغربية منخرطة بفعالية في محاربة الإرهاب وتزويد الشركاء العرب والأفارقة والأوربيين والأميركيين بالمعلومات، التي ساعدت بشكل أساسي في إحباط مشاريع إرهابية، كما حدث مع العسكري الأميركي كوليبردج أو في فرنسا في قضية عبد الحكيم أبو عود، وكذلك في بلجيكا وهولندا والدنمارك ودول أخرى. وتأتي العملية النوعية التي نفذتها المخابرات المغربية لتخليص أقدم محتجز ألماني من أيدي الجماعات المسلحة بمالي لتأكد مرة أخرى على قوة وفعالية الأجهزة الاستخباراتية والأمنية المغربية وقدراتها الكبيرة على التصدي للإرهاب داخل وخارج ارض الوطن.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar