الحقود لن يسود..

كرواتيا قبل أن تستقل في 1991 بعد انهيار الأنظمة الشيوعية في أوروبا الشرقية، كانت جزء من يوغوسلافيا التي كانت مملكة أوروبية من 1918 إلى سنة 1943.
بعد الحرب العالمية الثانية تحولت مملكة يوغوسلافيا إلى جمهورية شيوعية اتحادية، قبل أن تتفتت كليا سنة 1992 وتتحول إلى جمهوريات مستقلة هي البوسنة والهرسك، كرواتيا، جمهورية مقدونيا الاشتراكية، الجبل الأسود، صربيا، وسلوفينيا بالإضافة إلى كوسوفو المستقلة نسبيا والتي لا تعترف صربيا باستقلالها وتعتبرها جزء من أراضيها.

الذين أسسوا المملكة اليوغوسلافية هم الكروات والصرب والسلوفينيون ولكل منهم حدود جغرافية.

الكرواتيون كانوا يمارسون كرة القدم ضمن البطولة اليوغوسلافية وكان فريقهم نادي دينامو زغرب (زغرب هي العاصمة الحالية لكرواتيا) هو أعتى فريق في يوغوسلافيا.

فاز دينامو زغرب الكرواتي أربع مرات بالدوري اليوغوسلافي وسبع مرات بكأس بوغوسلافيا، وكان لاعبو دينامو زغرب من الدعامات الأساسية لمنتخب يوغوسلافيا الذي كان وصيفا لحامل كأس الأمم الأوروبية سنتي 1960 و1968 واحتل المركز الرابع في كأس العالم سنتي 1930 و1962 وكان قد انتصر على منتخب الزايير (الكونغو الديمقراطية حاليا) ممثل إفريقيا في كأس العالم سنة 1974 بنتيجة مخزية للقارة الإفريقية وهي 9-0..

يرى بعض الذين ليس لديهم دراية بتاريخ كرة القدم أن الكرواتيين مجرد شعب عدد سكانه لا يتعدى خمسة ملايين نسمة ومن غير المعقول أن ينتصروا على بلد عدد سكانه يفوق 40 مليون نسمة.. وهذه نظرة قاصرة تختزل تفوق كرة القدم في عدد ساكنة بلد ما..

لو كان التفوق في كرة القدم يُقاس بعدد السكان لكانت الصين والهند والولايات المتحدة الأمريكية هي المسيطرة على كرة القدم العالمية.

التفوق في كرة القدم مرتبط بثقافة شعب.. وكرواتيا مثلها مثل البرازيل والأرجنتين لها ثقافة عريقة متجذرة في كرة القدم، و تصدر اللاعبين إلى أوروبا..

لعبنا الترتيب مع بلد عريق في كرة القدم ولم ننهزم معه بنتيجة مخزية.. انهزمنا معه بنتيجة 2-1، وكنا نازلناه في دور المجموعات وتعادلنا معه بصفر لمثله.. وهذا إنجاز ينبغي أن يعطينا الثقة في أنفسنا ولا ينبغي إطلاقا أن يثير في أنفسنا الإحباط.

أما الفئة التي ترى بأن الهزيمة ضد كرواتيا تعكس ضعفنا، فهي إما لا تعرف أن كرواتيا هي التي أقصت البرازيل في ربع النهاية، أو أنها كانت تنتظر المنتخب المغربي في الدورة وتتمنى خسارته كي تستخرج من دواخلها ما تشعر به من حقد وكراهية ورغبة في التدمير..
الله يهدينا كاملين..

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar