صورة الأمهات في حضرة جلالة الملك انعكاس لواقع العائلة المغربية

أعادت المشاركة البطولية المشرفة لأعضاء الفريق الوطني في المونديال والاستقبال الأسطوري الذي خصهم به الملك رفقة أمهاتهم قضية المرأة إلى الواجهة. المرأة المغربية كأم وكزوجة وكمشجعة كانت هي نجمة هذا المونديال سواء في مدرجات ملاعب قطر أو في المغرب،

فقد شاهدنا طيلة أيام المونديال إقبالا منقطع النظير على متابعة وتشجيع الفريق الوطني من طرف العنصر النسوي من مختلف الأعمار.

خلال الاستقبال الملكي رأينا المرأة بغطاء الرأس والمرأة المكشوفة الشعر، رأينا المرأة بالزي التقليدي والزي العصري، رأينا المرأة بالنقاب والقفازات. وهي رسالة لكل أصحاب تلك المؤسسات الفندقية والمسابح العنصرية في المنتجعات السياحية بالدار البيضاء التي ترفض دخول النساء المنقبات إليها بحجة تجنب إخافة السياح، كيف يقبل الملك دخول سيدة منقبة لقصره وترفضون أنتم دخولها إلى مؤسساتكم التافهة ؟

خلال الاستقبال الملكي رأينا المرأة المغربية بكل تنوعها وبكامل عفويتها في حضرة ملك يجد راحته أكثر وسط الناس الطيبين العفويين الذين يتصرفون على سجيتهم.

ولعل الرسالة التي على الدولة والحكومة استيعابها من خلال هذه الصورة هو أن عليهم الاستثمار في البنات لأنهن سيصبحن أمهات المستقبل وعلى أيديهن سيتربى جيل المستقبل.

وكل من شاهد صورة أمهات اللاعبين في القصر سيرى فيها أمه، فهؤلاء الأمهات يمثلن جميع شرائح المرأة المغربية جغرافيا من حيث الانتماء، وثقافيا وعرقيا من حيث طريقة اللباس والتصرف. فهن يتجاذبن أطراف الحديث مع الملك بطلاقة ودون تكلف، وهم يرقصن مع أبنائهن أمام الملأ بدون عقد، ومنهن الخجولات قليلات الكلام ومنهن الضاحكات .

إن هؤلاء الأمهات يعطين صورة واضحة لما هي عليه العائلة المغربية التي يريدها المجتمع ويدافع عنها ضد كل أشكال المسخ والاستيلاب التي تتربص بالعائلة، وخصوصا بالمرأة التي هي نواتها الصلبة وقلبها النابض.

إن هؤلاء الأمهات يعشن في بلدان أوروبية مختلفة، حيث الثقافة الغربية هي السائدة، ومع ذلك استطعن أن يحافظن على جذورهن وأن يربين أبناءهن تربية مغربية إسلامية جعلت العالم بأسره ينبهر بأخلاقهم وسلوكياتهم التي أعلت من شأن الأم في محفل دولي يتابعه مليارات البشر عبر العالم.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar