حوار تبون مع جريدة “لوفيغارو”.. إن كنت تدري بأن الصحافي الفرنسي عدو للاسلام وإن كنت لاتدري فالمصيبة أعظم

يبدو ان عاصفة هوجاء ستضرب الجزائر مجددا لتقتلع معها عددا كبيرا من كبار المسؤولين، والمستشارين والأمنيين في مؤسسات الرئاسة والمخابرات، وذلك عقب الخطأ الجسيم الذي اقترفه الرئيس الجزائري المعين عبد المجيد تبون خلال خرجته الأخيرة في صحيفة لوفيغار، الموالية للمديرية العامة للأمن الخارجي للدولة الفرنسية “DGSE “.

مقابلة صحفية قام بإجرائها “تبون” مع جريدة لوفيغارو تفوح منها رائحة الاستعلامات الخارجية لفرنسا، وتعكس ضعف المخابرات الجزائرية ومدى انعدام الكفاءة بين صفوف مستشاري تبون المكلفين بالتحضير لمقابلاته الصحفية، وذلك لسبب بسيط يكمن في طبيعة الصحفي الفرنسي الذي اختار تبون أن يجري معه الحوار، والذي لن يكون سوى صحافي كاره للإسلام والمسلمين يحمل اسم “ييف تيرارد” وينتمي لليمين المتطرف بفرنسا ويعتبر دينامو “الاسلاموفوبيا” بأوروبا.

حوار تبون مع “ييف تيرارد” ينطبق عليه المثل العربي القائل “إن كنت لا تدري فتلك مصيبة، وان كنت تدري فالمصيبة أعظم”، لأن الأمر يتعلق بزلة غير مسبوقة في تاريخ التصريحات والمقابلات الصحفية السياسية مع وسائل إعلام خارجية لرؤساء الدول العربية والمسلمة، زلة تضع تبون ومستشاريه وأجهزة المخابرات الجزائرية في ورطة حقيقية، لأن “ييف تيرارد” ليس مجرد إعلامي عادي فهو صحافي فرنسي مخضرم منتمي لليمين المتطرف يبلغ من العمر 62 سنة ولديه مواقف سلبية من الإسلام والمسلمين، حيث اشتهر بمقولة “أمقت الإسلام والمسلمين وأمقت الديانة الإسلامية”.

عادة ما يحرص زعماء الدول أشد الحرص على التفاصيل الدقيقة، عندما يتعلق الأمر بخرجاتهم الإعلامية وحواراتهم الصحفية، ويسخرون للعناية بجميع تفاصليها إمكانيات بشرية وأمنية هائلة، فالرئيس هو أعلى هرم الدولة وأول واجهة لها فلا مجال لترك الفرصة أمام المتربصين، لاقتناص خطأ معين مهما صغرت قيمته، وهذا ما يحيلنا في حالة حوار “تبون” مع جريدة “لوفيغارو” إلى خلاصة واحدة لا يمكن أن يختلف حولها اثنان، ألا وهو ضعف المخابرات الجزائرية ومستشاري تبون، بل والأمر الثاني هو أن “تبون” نفسه لا يملك خلفية الرجل السياسي المحنك وليس لديه الخبرة سياسية والحس المطلوب لدى رجال الدولة من طينة الرؤساء، كل ذلك جعله يكون فريسة سهلة بين أنياب المديرية العامة للأمن الخارجي للدولة الفرنسية “DGSE “، التي على ما يبدو أنها متغلغلة داخل المؤسسات الجزائرية الحساسة بدليل أنها نجحت في جلب تبون لإجراء مقابلة صحفية مع “ييف تيرارد” الذي يعتبر احد الأوجه البارزة في تكريس “الاسلاموفوبيا” داخل المجتمعات الاوروبية.

تداعيات هذا اللقاء ستكون بالفعل مدوية وستعجل بالإطاحة بعدد من الرؤوس داخل المخابرات الجزائرية وفي صفوف مستشاري تبون أيضا، لأن الأمر هنا يتعلق بخطأ جسيم تسبب في فتح الباب أمام العالم لجلد أعلى هرم للسلطة في الجزائر، بل وكشف مدى الوهن والفشل الذي بلغ بالأجهزة الحساسة للدولة الجزائرية ومدى تغلغل المخابرات الفرنسية بداخلها لدرجة أنها باتت تستطيع التلاعب برئيس البلاد وتجعل منه أضحوكة ومحل سخرية على الصحف الموالية للدولية الفرنسية العميقة، في غياب تام لأي ردة فعل من قبل مخابرات الجزائر التي على ما يبدو أن انشغالها في حروبها الداخلية وصراع أجنحة السلطة جعلها تتحول من مؤسسة لحماية المصالح الجزائرية إلى مجرد جهاز مرتزق متفكك تآكل بفعل تصفية الحسابات ونخره عملاء المخابرات الفرنسية وبات عاجزا عن تأدية أبسط واجباته ألا وهي ضمان إجراء حوار سياسي لرئيس الدولة مع صحيفة أجنبية…”هزلت”.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar