كومينة: من يقارن بين المغرب والجزائر كمن يقارن بين فريق من الدرجة الأولى والهواة

من يقارن المغرب بالجزائر اليوم كمن يقارن بين فريق في الدرجة الأولى الاحترافية وفريق من التروازيام سيري. الفرق كبير على كافة المستويات، الجزائر قصة فشل دريع مركب، فشل في بناء هوية جامعة، فشل في بناء دولة، فشل في إنهاء انقسام المناطق الذي برز مند اعلان الاستقلال وكاد يورط في حرب أهلية تأخرت إلى تسعينات القرن الماضي، فشل في إنتاج الحد الأدنى من المنتجات الغذائية بعد طرد الفلاحين المغاربة في منتصف سبعينات القرن الماضي.

 فشل في إقامة صناعة حقيقية ولو بالاعتماد على موارد الغاز والبترول، فشل في إقامة تعليم يضمن تكوينا متوسطا رغم ان الجامعة وجدت تحت الاستعمار الفرنسي وهو مالم توفره الحماية الفرنسية القصيرة الامد للمغرب، فشل في إقامة علاقات طبيعية مع دول الجوار كلها تقوم على التواصل والتعاون، ولم لا التكامل الذي كان واردا في مخطط قسنطينة الذي ورثته الجزائر عن الاستعمار وعملت به قبل أن تضيع في المتاهات التي جعلتها رهينة للجنيرالات سياسيا و للمحروقات اقتصاديا و للتفاهة والغباء ثقافيا وإعلاميا.

لا أقارن بين مالا يقارن، لأنني اعمل بقولة المناطقة التي تفيد بانه لامقارنة مع وجود الفارق، والفارق اليوم يحسب بعشرات السنين. ولانني ارى ان بعض التفهاء الذين يحملون في راسهم “جلدة خانزة” يجدون ان المقارنة المفارقة للواقع تمكنهم من خلق جدل عقيم.

الدراجي وبنسديرة وغيرهما من نوعية انتجتها الة الارشاء والافساد العسكرية المخابراتية كي تتولى مهمة ترديد خطاب ملئ بالكراهية والحقد، خطاب ضحل يعكس الخواء المعرفي والفكري والثقافي والانحدار الاخلاقي للشخصين، ولاشباههما، و لمن يمسك بالريموت كونترول لتشغيلهما.

لذلك فان كل انخراط في الجدل الهابط الى مستواهما يفرحهما لانه يمكنهما من اقناع الاغبياء الذين ينيخون بكلكلهم على الجزائر وشعبها بانهما يحققان المطلوب ويستحقان الجزاء. وقس عليهما. نحن مختلفين في كل شيء عن الجزائر حاليا، بما في ذلك في الكرة التي يعتبرها نظام الجنيرالات قارب نجاة ووسيلة للتضبيع والتهييج ويجب ان نعتبرها رياضة وحسب تعطينا معنويات وتكسبنا سمعة وتخدم صورة بلدنا وشعبنا و ثقافتنا في العالم بالتاكيد، لكنها ليست مصيرية.

 و اختلافنا عنها ناتج عن مسار بناء وطني، يستند الى تاريخنا، قام على اساس تعددي و تشاوري ايضا في القضايا الوطنية الاساسية و تفاعلي كذلك مكننا من اصلاحات في اوقات مناسبة ومن درء خطر التراجع عنها او عن غيرها من مكاسبنا متى ظهر ذلك الخطر، فالشعب المغربي، ورغم ما يظهر من ضمور طاقاته النضالية في اوقات معينة، شعب حيوي وقادر على خوض اي معركة يرى فيها مصلحته ومصلحة الوطن، ومن لايفهم ذلك لا يفهم المغرب والمغاربة. المغاربة اسبوعة ورجالة وبالقليل يمكن ان ينجزوا الكثير وهذا مالا يتوفر فيمن يجترون الفشل ويكرسونه.

 

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar