الشركات الاسبانية تستعد للانسحاب من الجزائر والاستقرار بالمغرب

أفادت مصادر إعلامية أن وزيرة الصناعة والتجارة والسياحة في حكومة بيدرو سانشيز، رييس ماروتو، عقدت لقاء مع المستثمرين الإسبان الذين تنشط شركاتهم في السوق الجزائرية، من أجل مناقشة تداعيات الأزمة الدبلوماسية بين إسبانيا والجزائر على نشاطهم التجاري، حيث تم تأكيد وجود تداعيات سلبية على العلاقات التجارية بين البلدين بسبب توقيف الجزائر من جانبها العمل باتفاقية الصداقة والتعاون مع إسبانيا.

وقالت صحيفة “الإنديبندينتي” الإسبانية، إن حكومة سانشيز أكدت للمستثمرين الإسبان، وجود تعقيدات عديدة لإعادة العلاقة مع الجزائر، التي تشترط إعادة العلاقات مع إسبانيا بتراجع الأخيرة عن دعمها لمقترح الحكم الذاتي لحل النزاع المفتعل في الصحراء المغربية، وهو الموقف الذي كانت قد أعلنت عنه مدريد في مارس من العام الماضي، وعلى إثره قامت الجزائر بقطع علاقاتها مع إسبانيا وسحب سفيرها من مدريد.

وأضافت الصحيفة المذكورة، أن وزارة الصناعة والتجارة والسياحة، طلبت من المستثمرين الإسبان تغيير الجزائر ببلد آخر، مشيرة إلى أن الوجهة المفضلة للاستثمار حاليا هو المغرب في ظل العلاقات الجيدة التي تجمع البلدين، حيث لا يظهر في الأفق أي حل قريب للأزمة مع الجزائر.

وقالت “الإنديبندييني” في هذا السياق، إن إسبانيا تراهن كثيرا على المغرب الآن، بعد قطع العلاقات مع الجزائر، وهو ما يُفسر الطابع الاقتصادي والتجاري الغالب في الاتفاقيات التي تم توقيعها مؤخرا بين المغرب وإسبانيا خلال الاجتماع رفيع المستوى بين حكومة سانشيز الإسبانية والحكومة المغربية.

وكان متوقعا، وفق العديد من التحليلات التي نُشرت قبل الاجتماع رفيع المستوى بين المغرب وإسبانيا في 1 و 2 فبراير الجاري، أن تركز إسبانيا بشكل كبير على تمتين علاقاتها مع المغرب في المجال التجاري والاقتصادي، من أجل تخفيف الآثار السلبية على بعض شركاتها التي وجدت نفسها في موقف صعب بعد قرار الجزائر تعليق المعاملات التجارية مع إسبانيا بسبب موقف الأخيرة الداعم لمغربية الصحراء، على اعتبار أن الجزائر هي الداعم الرئيسي لميليشيات “البوليساريو” الانفصالية.

ويحاول نظام العسكر الضغط على اسبانيا من خلال ورقة الغاز وكذا الاستثمار، للإجبارها على تغيير موقفها الداعم للمغرب، إلا أن مدريد  تعتبر الأمر موقفا سياديا وترفض الانصياع لنزوات الكابرانات، وهو ما أكده وزير الخارجية الإسباني، خوسي مانويل ألباريس، أول أمس الاثنين، في تصريح قال فيه بأن المغرب يحظى بالأولوية رقم واحد في السياسة الخارجية لإسبانيا.

وأضاف ألباريس، وفق ما نقلته “أوروبا بريس” خلال منتدى في العاصمة الإسبانية بمناسبة الرئاسة الإسبانية المقبلة للاتحاد الأوروبي، بأن عدم وجود علاقة جيدة مع المغرب، هو أمر سيء لإسبانيا، في إشارة إلى الروابط المتعددة مع المغرب، خاصة على المستوى التجاري والاقتصادي.

وأشار وزير الخارجية الإسباني إلى أن العلاقات الآن بين الرباط ومدريد جيدة بفضل الاجتماع رفيع المستوى الأخير، حيث أن العلاقة الجديدة بين البلدين تضع حدا لافتعال الأزمات، وخاصة القرارات التي يتم اتخاذها من طرف واحد، مشددا على أن وجود علاقات جيدة مع الطرف المغربي هي جيدة لكافة الإسبان.

 

 

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar