ماكرون وتبون

صحيفة: القوى الاستعمارية خلقت كيانات جديدة لم تكن موجودة وتركت وراءها مشاكل حدودية

نشر في: آخر تحديث:

كتبت جريدة “الشرق الأوسط” في عددها اليوم الاثنين، أن القوى الاستعمارية لم تكتف بتمزيق الإمبراطوريات العربية والإسلامية والأفريقية، ولكنها عند خروجها “مز قت كيانات كان لها وجود تاريخي مثل المغرب وخلقت كيانات جديدة لم تكن موجودة قبل الاستعمار وتركت وراءها مشاكل حدودية بين دول أفريقيا والشرق الأوسط وجنوب شرقي آسيا”.

وأوضحت الصحيفة في مقال تحت عنوان “ازدواجية الخطاب الأوروبي حول القومية والانفصال ودول الجنوب” للوزير السابق وعضو مجلس المستشارين لحسن حداد أن الدول الأوروبية هي السبب الأساسي في خلق خريطة لا تتوافق مع مبدأ تناسق اللغة والجغرافيا والتاريخ، التي عملت به الدول الوطنية في أوروبا.

وقال كاتب المقال انه “لا يهم أن هذه الوحدة الهيغلية بين المقومات الثلاثة لا تستقيم في كثير من الحالات. كان التقسيم إما هندسيا ، أي صادرا من مختبرات للجغرافيا ووحدات البعثات العلمية أو اقتصاديا ، أو تكريسا لواقع تجاري أو سوسيولوجي”.

وأكد أنه “في كثير من الأحيان كان التوجه هو ألا تلتقي الثقافة والجغرافيا والتاريخ، كما هو حال قبائل الفولاني والماندينغا والماساي واليوروبا والبانتو (بما فيهم الزولو) والطوارق والحاميين وغيرهم بالعشرات ممن هم منتشرون في أكثر من دولة أفريقية”،مبرزا أن البنية السوسيولوجية والديمغرافية قد لا تسمح بذلك، ولكن الحرص كان شديدا على ألا تلتقي الثقافة والأوطان الناشئة، لأن في ذلك خطرا على مصالح الاستعمار بعد رحيله.

وشدد في هذا الصدد على أن الخطر هو قيام وعي وطني مبني على الانتماء بأساطيره وميثولوجيته وتاريخه على شاكلة الدولة الوطنية في أوروبا.

ومن هنا ، يضيف كاتب المقال ، “لا نفهم كيف أن الدول الأوروبية، التي كانت وراء خلق وضعية ما بعد كولونيالية تتميز بالفوضى، هي من يناصر الحركات الانفصالية في جنوب المغرب وجنوب السودان ودارفور، ولا ترى حرجا في تقسيم العراق إلى ثلاث دويلات، وسوريا إلى دولة صغيرة في دمشق ومحميات تابعة لدول قوية في شمالها وشرقها، وإعادة تقسيم اليمن إلى دولة شمالية وأخرى جنوبية، ودعم حركات الأزواد والطوارق في الساحل، وتقسيم ليبيا إلى دولة شرقية وأخرى غربية، وتقسيم الصومال إلى دويلات قابلة للتحكم فيها”.

وسجلت أن هذا “لا يعني أن النخب السياسية العربية والأفريقية ليست هي المسؤولة الأولى عن الأوضاع التي أدت إلى حالة التفكك واللاسلم والفوضى، ولكن أن تأتي الدول الغربية وتساند الانفصال، وهي التي هندست لشروط وجوده في الأصل، فهذا ينم عن استمرار عقلية مؤتمر برلين ومؤتمر الجزيرة الخضراء واتفاقيات سايكس بيكو وغيرها”.

ولفتت إلى أن هذا يحدث في وقت تتغنى به هذه الدول نفسها بوحدة إسبانيا ضد حركات الاستقلال في كاتالونيا والباسك، وفرنسا ضد حركات تحرر كورسيكا وكاليدونيا الجديدة، وتتمسك بريطانيا بجبل طارق و جزر المالوين، ولا تقبل بلجيكا نزوع الفلاندرز إلى الانفصال عن الدولة الفيدرالية، وعدم اعتراف الأوروبيين بقبرص الشمالية التركية، وعدم السماح للمرافيين بالاستقلال عن التشيك، والحرص على بقاء بافاريا داخل ألمانيا، وصقلية وسردينيا تحت حكم إيطاليا، واسكتلندا وآيرلندا الشمالية تحت سلطة التاج البريطاني وغيرها.

وخلص لحسن حداد إلى أن “ما يقوله الأوروبيون للعرب والأفارقة والآسيويين وغيرهم ممن اك تو وا بنار الحقبة الاستعمارية هو كالتالي: «ما يليق بأوروبا لا يليق بغيرها. لأننا نحن ديمقراطيون. وأنتم استبداديون».

اقرأ أيضاً: