محطة تحلية مياه البحر باشتوكة .. نموذج رائد في إفريقيا

أكد المدير العام للمكتب الإقليمي للتنمية وتقديم الخدمات لشمال إفريقيا لدى البنك الإفريقي، محمد العزيزي، أمس الأربعاء بمكناس، أن مشروع تحلية مياه البحر لري سهل اشتوكة يعد نموذجا جيدا لاستخدام مترابطة “الماء-الطاقة-الأمن الغذائي” في إفريقيا.

وفي مداخلة له خلال ندوة رفيعة المستوى، نظمتها وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، على هامش الدورة الـ 15 للملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب، أوضح السيد العزيزي أن مفهوم “المترابطة” (Nexus) يعكس مقاربة متكاملة تروم تحقيق الاستغلال الأنجع للموارد مع تقليص التداعيات السلبية على البيئة.

وأبرز المسؤول، في هذا السياق، أهمية هذا المفهوم بالنسبة لدول شمال إفريقيا، مشيرا إلى وجود ثلاثة تحديات تواجه هذه المترابطة في إفريقيا، ويتعلق الأمر بالاستثمار في الري على نطاق واسع جدا، والولوج إلى مصدر طاقة قار وغير مكلف من أجل تحقيق التحول، والحصول على الطاقة لأغراض استخدام الآلات والنقل.

من جهته، أكد مدير الري وإعداد المجال الفلاحي بوزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أحمد البواري، أنه تم بذل مجهود استثماري بقيمة 50 مليار درهم بهدف مضاعفة القيمة المضافة لكل متر مكعب من المياه.

وأشار البواري إلى أن هذا المشروع سيمكن من تغطية حوالي 20 في المئة من المساحة المسقية بالطاقة الخضراء، مضيفا أن “الطموح هو بلوغ مليون هكتار من المساحات المسقية بواسطة الري الموضعي في أفق سنة 2030، أي أزيد من 60 في المئة من المساحة المسقية”.

ولمعالجة قصور نموذج التدبير التقليدي للمياه الموجهة للسقي، لفت المسؤول إلى أنه تم الشروع في العديد من الأنشطة على مستوى الوزارة لأجل ضمان استدامة وفعالية أفضل للاستثمارات ومساءلة أمثل للفاعلين، مبرزا أن الأمر يتعلق، على الخصوص، بتطوير شراكة بين القطاعين العام والخاص، وبالتدبير المستدام للفرشة المائية وتحسين خدمة الماء.

وفي ما يتعلق بمفهوم “السيادة الغذائية – الأمن المائي”، سجل السيد البواري أن هذه الرؤية تعد نتيجة تقاطع الاستراتيجيات المائية والفلاحية حول جهد استثماري عمومي يناهز 165 مليار درهم، ما سيمكن من رفع القدرة التخزينية للسدود بمقدار 6 مليارات متر مكعب إضافية، وربط الأحواض في ما بينها وتطوير مؤهلات إضافية لتحلية المياه.

يشار إلى أن برنامج هذا الملتقى الدولي، المنظم تحت شعار “الجيل الأخضر.. من أجل سيادة غذائية مستدامة”، يتضمن عدة موائد مستديرة تهم، بالأساس، تحول الأنظمة الغذائية في سياق الأزمة، ومقاومة واستدامة أنظمة الإنتاج ودور التقدم العلمي والتكنولوجي في سياق التغيرات المناخية الشديدة، علاوة على التعاون جنوب-جنوب في تحقيق السيادة الغذائية المستدامة.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar