صناعة الطيران.. المغرب ينافس الكبار وأسس منصة تتهافت عليها كبريات الشركات

يرتقب أن تكون سنة 2023 واعدة أكثر لصناعة الطيران المغربية، بل سيعمل المصنعون على وضع أسس المرحلة الثانية من مراحل القطاع الذي ينمو بوتيرة سريعة جدا. وقد شيد المغرب خلال المرحلة الأولى، التي انطلقت منذ تولي صاحب الجلالة الملك محمد السادس العرش، منصة من الطراز العالمي في وقت كان فيه الطيران – ولا يزال – حكرا على القوى الاقتصادية الكبرى، لكن حلم عظيم كرس له المغرب كافة الوسائل لتحقيقه.

وبعد عشرين سنة، لم تعد المنصة المغربية لصناعة الطيران بحاجة إلى تقديم نفسها، حيث أضحى القطب التكنولوجي بالنواصر قبلة لكبريات الشركات الصناعية العالمية من أجل تحقيق نمو أفضل و نجاح باهر، لدرجة أصبح فيها المغرب المصدر الرئيسي لإمدادات الطيران وقطع الغيار وأجزاء الطائرات على صعيد القارة الأفريقية.

وفي هذا الصدد، قال دانيال دانينو، الرئيس التنفيذي والمؤسس لمجموعة “فولتا ميتلز”، وهي مجموعة تهتم بقطاعات الطاقة والصناعة والتجارة في أوربا والشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إن المغرب بدأ يستثمر بكثافة في قطاع صناعة الطيران في السنوات الأخيرة، مؤكدا أن المملكة في وضع جيد لتصبح رائدة في هذا المجال.

وأفاد دانينو، في مقال له على مجلة “فوربس”الأمريكية، بأن الحكومة المغربية بدأت تراهن على جذب الاستثمارات الأجنبية وتطوير قوة عاملة ماهرة من أجل خلق صناعة طيران مستدامة، مشددا على ضرورة استفادة المستثمرين من الفرص التي يوفرها المغرب في هذا القطاع الصناعي.

واورد أن الموقع الإستراتيجي للمملكة، إضافة إلى الدعم الحكومي وتطوير بنيات تحتية مهمة، على غرار المنطقة الحرة “ميدبارك” قرب الدار البيضاء، كلها عوامل تجعل من المغرب محورا هاما لأنشطة الطيران على المستويين الإقليمي والدولي.

وأشار الرئيس التنفيذي للمجموعة الاقتصادية “فولتا ميتلز” إلى أن الرباط أعطت أولوية كبرى لتأهيل يد عاملة ذات كفاءة في قطاع تصنيع الطائرات، من خلال افتتاح عدد من مؤسسات التدريب المتخصصة في تخريج المهنيين المهرة لتلبية احتياجات هذه الصناعة.

وأضاف دانينو أن الشراكة المغربية مع عدد من شركات الطيران الرائدة على المستوى العالمي لم تساهم فقط في نقل تكنولوجيا الطيران والصيانة الذكية إلى المملكة، بل ساهمت أيضا في تعزيز القدرة التنافسية لقطاع الطيران المغربي على أصعدة مختلفة.

 وأصبح المغرب طرفا أساسيا في قطاع تكنولوجيا الطائرات، وقدم إضافات كبيرة على مستوى هذه الصناعة، بالتعاون مع كبريات الشركات الرائدة في هذا المجال، خاصة في كل من كندا وفرنسا، وتكمن قوة التجربة المغربية في تصنيع وإصلاح الطائرات أساسا في توفر يد عاملة مؤهلة في هذا المجال.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar