نظام العسكر الجزائري يناور لإفشال القمة العربية في السعودية

في محاولة للتشويش على القمة العربية المزمع عقدها يوم الجمعة 20 ماي الجاري بمدينة جدة في المملكة العربية السعودية، خرج الإعلام العسكري الجزائري بمقالات تهاجم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، متهما إياه بتحويل الجامعة العربية إلى “ملكية خاصة”، وذلك على خلفية ما قالته أبواق نظام العسكر الدعائية بأن السعودية “وجهت” دعوة للرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي لحضور هذه القمة.

هذا الهجوم شاركت فيه العديد من الجرائد الناطقة باسم العسكر، حيث نشرت 3 صحف في صدر صفحاتها الأولى بالبنط العريض، التي ظهرت عليها صورة محمد بن سلمان، عناوين متشابهة تشير إلى “توجيه الجزائر رسائل غير مباشرة” عبر القنوات الإعلامية، تشير إلى “امتعاضها الشديد من هذه الخطوة التي تضع العرب في حرج” حسب نفس الأبواق الدعائية..

وفي هذا الصدد، وصفت صحيفة “ليكسبريسيون” الناطقة بالفرنسية، دعوة زيلينسكي في عنوانها بالتحول “المذهل للأحداث قبل 24 ساعة من بدء قمة جدة. وقالت إن “ما فعله بن سلمان يضرب في الصميم الموقف الحيادي للجامعة العربية من الصراع الأوكراني الروسي ومساعيها السابقة في الوساطة بين الطرفين”، مذكرة بزيارة الوفد العربي الرفيع، العام الماضي لكل من موسكو وكييف، ولقائه بمسؤولي البلدين، بغرض دفع الطرفين للتفاوض.

من جهتها، أوردت صحيفة “الخبر” في المانشيت الرئيسي تساؤلا متبوعا بعلامة تعجب: “ماذا يفعل زيلنسكي في قمة العرب؟!”. وأبرزت في مقالها أن آخر المعلومات حول القمة العربية، تفيد بأن الرئيس الأوكراني فولودومير زيلنسكي سيحضر الجلسة الافتتاحية للقمة، وذلك بعد تلقيه دعوة من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

ونقلت الصحيفة عن مصادر لم تسمها، بأن “من شأن هذه الخطوة أن تلقي بظلالها على مجريات الاجتماعات، خاصة أنها أول مرة توجه فيها دعوة الحضور إلى رئيس دولة بعينها وليس إلى مسؤولين في منظمات إقليمية ودولية مثلما جرى عليه العرف الدبلوماسي في الدورات السابقة لمؤتمرات القمة العربية على مستوى القادة”.

وهاجمت صحيفة “لوسوار دالجيري” من جهتها محمد بن سلمان، بعنوان أكثر ضراوة، متهمة إياه بتحويل الجامعة العربية إلى ملكية خاصة. وتساءلت الصحيفة استنادا إلى مصادر دبلوماسية أيضا عن “أهداف ولي العهد السعودي من هذه الخطوة، وما إذا كان يريد بعث رسالة إلى الغرب من أجل إرضائه”…

ويرى العديد من المتتبعين والمراقبين للشأن العربي، أن ما يقوم به النظام العسكري عبر أبواقه الإعلامية، هو رد فعل على مقاطعة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للقمة الأخيرة التي عقدت في الجزائر، وكذا عدم استدعاء الجزائر باعتبارها رئيسة الدورة السابقة، إلى الاجتماعات الثلاثة التي مهدت لقمة جدة من أجل عودة سوريا إلى الحضن العربي، وهو ما فشل فيه نظام العسكر خلال القمة الأخيرة التي كان يعول عليها لإعادة بشار، خاصة انه لم يقطع معه العلاقات وظل يطالب منذ سنوات بعودة دمشق إلى الجامعة العربية.

كما يشير بعض المتتبعين بان نظام العسكر وبعد ان أيقن بان الدول العربية وعلى رأسها السعودية عازمة على طرح الخلاف بين المغرب والجزائر على هامش هذه القمة، حيث تبين للجميع ان هذه الأخيرة هي المسؤولة عن المشاكل والقلاقل مع المغرب، ومادام الجنرالات هم المتحكمون في دواليب الحكم في الجزائر، فإن قرار استئناف العلاقات مع المغرب ليست في يد وزير الخارجية احمد عطاف ولا رئيس العسكر تبون العسكر، ومن تم فإن الحل الوحيد هو التشويش على أشغال القمة عبر اختلاق مشاكل هامشية، حتى لا يتورط ممثلو العسكر في القمة…

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar