الجديدة: المؤبد لشخص متورط في جريمة قتل وإضرام النار في منزل الضحية

أنهت محكمة الاستئناف بالجديدة ملف جريمة قتل تورط فيها عامل ضيعة في حق مشغله، قبل أربعة أشهر، وقام بتهشيم سيارته وإضرام النار في منزل قروي للضحية ومحاولة اغتصاب شقيقة زوجة القتيل، واقتنعت هيئة المحكمة بتوفر كل أركان القتل العمد المقترن بسبق الإصرار والترصد، واصدرت في حقه حكما بالمؤبد.

وفي تفاصيل المحاكمة، فقد اوردت الصباح، أن الجاني مثل يوم الثلاثاء، أمام المحكمة و تقدم بخطى متثاقلة نحو قفص الاتهام بصك من التهم الثقيلة، كما لو أنه يستشعر حجم العقوبة المشددة التي تنتظره، والتي من دون شك يكون لها رجع صدى قوي لدى سكان الجديدة التي اهتزت على روع الطريقة البشعة، التي أجهز بها على مشغله بضيعة، تقع بدوار متاخم لمقبرة الريان بتراب جماعة مولاي عبد الله.

وبعد التأكد من هوية الماثل أمام هيأة الحكم ، ذكره رئيس الجلسة، بأنه قبل أربعة أشهر، استغفل مشغله وهو رجل أعمال شهير بالجديدة، وسدد له ثلاث ضربات قاتلة بمعول على مستوى الرأس، كانت كافية لدخوله غيبوبة بقسم الإنعاش بإحدى المصحات الخاصة، دامت 19 يوما قبل أن يلفظ أنفاسه متأثرا بإصابة في المخ، وذكره أيضا بتهشيم زجاج سيارة الضحية وإضرام النار في منزله ومحاولة اغتصاب صهرته.

وحاول الجاني، القوي البنية والمتحدر من زاوية سايس، الذي طلقته زوجته للشقاق وبدون أبناء، في معرض رده على أسئلة المحكمة التظاهر بأنه ناقص القوى العقلية، وأنه لا يتذكر تفاصيل جرمه المشهود، في محاولة يائسة منه لانتزاع خبرة طبية، تسقط عنه مسؤوليته الجنائية لحظة ارتكابه جرائمه الثلاث دفعة واحدة، وهي المحاولة التي لم يسندها توفره على ملف طبي، لدى اختصاصي في الأمراض العقلية والنفسية، ولا أيضا توفره على وصفات علاجية يواظب عليها بشكل مستمر.

وعلى خلفية ذلك، حاصرته هيأة الحكم بالعديد من الأسئلة الدقيقة، المرتبطة بتخطيطه لارتكاب جريمة القتل، واستدراجه للضحية خلال ثلاث محاولات سابقة، بالاتصال به وطلب مجيئه لعطب في التيار الكهربائي وغيرها من الأسباب المختلقة من قبله، وهو ما يؤصل فعلا لوجود نية مبيتة لديه لتصفية الضحية، الشيء الذي نجح في الوصول إليه يوم تنفيذ جريمته النكراء، كما أنه لم يستطع إقناع المحكمة بأن المريض عقليا لا تكون عنده حسابات بنكية ومعاملات مرتبطة بها.

إضافة إلى ذلك ذكره رئيس الهيأة باعترافاته أمام الضابطة القضائية، التي يؤكد فيها أنه خطط للقتل وأعد له العدة الكافية، بينما انتصب دفاع الضحية لدحض أي ادعاء بمرض الجاني، وأن ذلك فقط للتملص من العقاب الذي ينتظره، وشدد الدفاع ذاته على أن الحقد الذي سكن دواخل الجاني، هو الذي حرك ميولاته العدوانية القاتلة، ومنها ما صرح به في محضر اعترافه «واش يتبرع غير هو»، وطالب الدفاع نفسه بالحكم عليه بالإعدام، علما أن الضحية ظل يشغل الجاني لمدة قاربت الخمس سنوات وأنه كان يسدد له كل أتعابه في حينها.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar