مخدر البوفا… إدمان سريع وعلاج مستحيل وخطر الموت مرتفع

 انتشر مخدر “البوفا” سريعا في صفوف الشباب، ويتم تداول مجموعة من مقاطع الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي لمدمنين على هذه المادة التي يُطلق عليها “كوكايين الفقراء”، في المقابل تشن السلطات الأمنية حملات مكثفة لمحاربة هذا المخدر وتوقيف مروجيه على غرار الأنواع الأخرى من المخدرات.

ذلك انه خلال الفترة الممتدة من فاتح يناير 2020 إلى متم شهر ماي 2023، تم تسجيل 200 قضية تتعلق بمخدر “البوفا” بالمغرب، وفق معطيات كشفها وزير الداخلية، عبد الوافي لفتيت، في جواب على سؤال كتابي بمجلس النواب.

وأوضح الوزير، أنه تم بموجب القضايا السالفة الذكر حجز حوالي 3 كيلوغرامات من مخدر “البوفا”، وإيقاف 282 شخصا تمت إحالتهم على العدالة.

ومخدر “البوفا” عبارة عن بقايا مخدر الكوكايين التي يتم طهيها على نار هادئة مع مواد كيميائية من بينها الأمونياك لتتحول إلى مادة شبيهة ببلورات الكريستال، ويتم استهلاك هذا المخدر عن طريق الاستنشاق أو التدخين.

و يتم في حالات أخرى مزج بقايا مخدر الكوكايين مع الأمونياك وخلطه بمشروبات كحولية أو مخدرات أخرى كالحبوب المهلوسة (القرقوبي) أو الحشيش، للوصول إلى النشوة أو لبلوغ إحساس عابر بالقوة الذهنية والجسدية والاندفاع.

ويعود سبب الانتشار السريع لمخدر “البوفا” أو “كوكايين الفقراء” كما يسمى، بالأساس إلى تخفيض سعره بشكل كبير إذ يتراوح ثمنه بين 50 و60 درهم للغرام، بعد أن كان سعر الغرام الواحد يتراوح بين 300 و600 درهم؛ وذلك رغبة من مروجيه في توسيع دائرة “الزبناء” المتعاطين من الجنسين.

ومن خلال تخفيض السعر أصبح “البوفا” ينتشر بشكل سريع ومخيف، خصوصا في المدن بسبب الكثافة السكانية، إذ يلاقي رواجا كبيرا في صفوف الشباب والمراهقين، من تلامذة المؤسسات التعليمية والتكوين المهني، ودور الشباب وغيرها من الأماكن التي ترتادها هذه الفئات العمرية.

ولا يتطلب السقوط في إدمان هذا المخدر سوى جرعتين أو ثلاث جرعات على أبعد تقدير، وان متعاطيه قد يلقى حتفه بالانتحار أو بتأثير محتوياته القاتلة في مدة قصيرة.

وحول مدى خطورة مخدر “البوفا” يرى مختصون، أن متعاطيه مهدد بمضاعفات صحية خطيرة مثل ضعف في القلب، كما أنه يغيّب العقل ويسبب هلوسات خطيرة، ويتسبب في العجز الجنسي التام، وقد يتسبب في بعض الحالات بالموت المفاجئ.

وتكمن خطورة مخدر “البوفا” في سقوط متعاطيه في فخ الإدمان بسرعة كبيرة، إذ يكفي تناوله لمرة أو مرتين حتى يصبح الشخص مدمنا عليه، كما أن مدة النشوة التي يمنحها تكون قصيرة جدا.

ويساهم هذا المخدر في تحفيز الأعصاب بسرعة كبيرة خلال مدة قصيرة؛ إذ يعطي مفعوله خلال مدة 5 ثواني بعد تناوله، في ما يزول مفعوله في مدة لا تتجاوز 10 دقائق، مما يجعل المدمن عليه يبحث عن جرعة جديدة.

ويدفع هذا الأمر المدمنين على هذا المخدر لاقتراف سرقات سواء داخل بيوتهم أو في الشارع من أجل توفير مبالغ مالية لاقتنائه، كما أن بعض الأشخاص الانطوائيين يعمدون لإيذاء أنفسهم أو إلى الانتحار في بعض الحالات.

ويعتبر “البوفا” من المخدرات التي يصعب على المدمنين العلاج منها، وذلك بسبب تأثيره الكبير والمباشر على الدماغ، وأن التخلص من هذا المخدر يتطلب رغبة من الشخص المتعاطي أولا، ثم الاعتراف بأنه مدمن، قبل عرض حالته على طبيب أو عيادة مختصة في الإدمان.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar