الذكاء الاصطناعي… المغرب مطالب بالتحالف مع كبريات الشركات لمحاربة سلبيات التكنولوجيا

قال صلاح باينة، مستشار في الاستراتيجيات الرقمية، عن تقنين الذكاء الاصطناعي في المغرب، إن “هناك حاجة للقيام بتفكير جماعي بين الدول بهدف التصدي لسلبيات الذكاء الاجتماعي، مع الحرص على وضع أنظمة صد في هذه المرحلة الانتقالية، لأننا لا نستطيع الوثوق في قرارات المعادلات الخوارزمية بشكل كامل”.

وأضاف باينة، أن مسألة التقنين ستكون سابقة في المنطقة، ومن شأنها أن تجعل من المغرب رائدا في هذه التكنولوجيا في القارة الافريقية. لكن بلوغ درجة الريادة في المنطقة في مجال الذكاء الاصطناعي قد يتأتى بعقد تحالفات مع كبريات الشركات في القطاع، على غرار غوغل وأمازون وميتا، ومع دول إفريقية أخرى، لأن “البقاء في هذا العالم رهين بتضافر جهود الجميع”.

و يرى المستشار في الاستراتيجيات الرقمية، صلاح باينة، أن هذا التوجس المتعاظم من هذه التكنولوجيا “يظل مبررا”، بحكم أن “المخاوف من الاستخدامات غير الأخلاقية من أي تكنولوجيا حديثة دائما ما كانت أمرا عاديا”.

وقال باينة، إنه “بالرغم من ذلك، فأعتقد أن التفكير الجماعي السليم ينتهي دائما بفرض نفسه. سيلجأ البعض إلى التقنين وسيذهب آخرون أبعد من ذلك، غير أن الأمور سينتهي المطاف بها إلى بلوغ درجة من التوازن”.

وحول أهمية “الذكاء الجمعي للإنسانية” في بناء غد أفضل، من خلال التوفيق بين ذكاء الخوارزميات وذكاء الإنسان، يرى السيد باينة أن أهم شيء هو التعريف والتوضيح ورفع الغموض الذي من شأنه الالتفاف على بعض المفاهيم الخاصة بهذه التكنولوجيا، حتى يتسنى إرشاد الجميع “في عالم يعتمد على التكنولوجيا”.

وسجل أنه في خضم السباق المحموم الذي يقوده عمالقة التكنولوجيا، بهدف الظفر بحصص في سوق الذكاء الاصطناعي، وذلك رغم آثاره السلبية، فإن هذا السباق قد يسرع من عمل الإنسان، عبر إعادة تعريف علاقته بالعمل والترفيه، والقطع مع النماذج التايلورية (نظرية الإدارة العلمية) التي طالما أثتت إيقاع الحياة البشرية.

وأشار إلى أن “الذكاء الاصطناعي، أو حتى حوسبة الكم، قد تغير علاقتنا بالزمن وتنتهي بإعادة تحديد معادلات النمو والإنتاجية. فمنذ قرون ونحن نبحث في الإنتاجية من خلال تحسين مناهجنا وربح الوقت. أما اليوم، فهذه التكنولوجيات الحديثة تساعد على تحقيق أرباح كبيرة، إن لم نقل فلكية”.

وأوضح أن هذه الأرباح لن تقتصر على الابتكار، بل ستجعل البشر مبتكرين بطريقة مختلفة، مستشهدا، في هذا الصدد، بوجود ورش لإعادة النظر في مواضيع حقوق المؤلف والحق في الصورة أمام هذه التكنولوجيات.

وأبرز أن هذه الأوراش تثير المخاوف أكثر من غيرها، مثل ما أكده الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بإثارة الانتباه للمسألة خلال اجتماع لمجلس الأمن، معتبرا أن الذكاء الاصطناعي إذا ما تحول إلى سلاح لإطلاق هجمات سيبرانية، أو لإعداد مقاطع مصورة بتقنية التزييف العميق، أو نشر المعلومات المغلوطة وخطابات الكراهية، فسيكون لذلك تأثيرات خطيرة جدا على السلم والأمن العالميين.

وتدفع الطفرة العالمية التي يعرفها الذكاء الاصطناعي والاختراقات الهائلة المحققة في مجموعة من المجالات، إلى التفكير في مدى عزف المستقبل على إيقاع هذه التكنولوجيا الجديدة التي تحتاج إلى التقنين بفعل الاستعمالات غير المشروعة بالتحايل على حقوق الملكية الفكرية ونشر الأخبار الزائفة.

ووعيا منها بالمخاطر المحتملة للاستخدام السيء لهذه التكنولوجيا، لاسيما عبر منصات توليد الذكاء الاصطناعي، قررت مجموعة من الدول تقنين هذه التكنولوجيا، على غرار الاتحاد الأوروبي أواسط يونيو الماضي. وإعلان البيت الأبيض، مؤخرا، أن سبع شركات (أمازون وأنتروبيك وغوغل وإنفليكشن وميتا ومايكروسوفت وأوبن آي) قبلت باحترام المبادئ الخاصة بإجراء دراسات داخلية وتحديد محتويات الذكاء الاصطناعي عند تطوير هذه التكنولوجيا.

كما أن أربعا من هذه الشركات، التي تقود السباق نحو بلوغ آخر صيحات الذكاء الاصطناعي، اتفقت على تأسيس تنظيم مهني أطلقت عليه “فرونتيير موديل فوروم”، للتصدي للمخاطر المرتبطة بهذه التكنولوجيا.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar