عندما تنتصر عدالة الأرض لعدالة السماء.. ولكم في زكرياء المومني عبرة يا أولي الألباب

الباطل زائل وأساطيره إلى نهايات ومهما استطار الصائل فإن لسيف الحق حسم الجولات، وهي سنة الله في خلقه، وقواعد تحكم الصراع الأبدي القائم بين الخير والشر منذ الخليقة، ومهما نصب الدجالون من فخاخ فلابد لهم من الوقوع في شر أعمالهم، لأن الذي فطر السموات والارض من أسمائه الحسنى عز وجل الحق، ولن يرضى لعباده بغير الحق، وهي الصورة التي ظهرت جليا على بعد آلاف الكيلومترات من المغرب بلد الشرفاء، عندما قضت العدالة الأرضية بإنصاف من ناصر أمة أمير المؤمنين، وبزجر من تطاول على أمة يشهد التاريخ لها قبل الحاضر أنها كانت على الدوام تربة طاهرة تنبث الزرع الحسن، وشجرة مباركة يحتمي بظلالها الوارفة وبثمارها الطيبة كل من جاورها من قريب أو بعيد.

ومناسبة هذا القول هو العبرة التي تجلت ساطعة كالشمس المتربعة على سماء الظهيرة، بعدما أدانت المحكمة العليا في مونتريال بكندا المرتزق الدجال زكرياء المومني، وقضت بتغريمه مبلغ 30 ألف دولار لقاء إعتداءه على الإحتفال الذي نظمه ابناء الأمة المغربية البررة في ديالر المهجر تخليذا لذكرى جلوس أمير المؤمنين وسبط النبي الكريم على عرش أسلافه المنعمين، وإطلاقه إتهامات باطلة في حق المواطن المغربي الذي أنفق مشكورا من ماله الخاص لرفع علم المملكة المغربية عاليا في ديار الغربة.

إنه في الحقيقة درس بليغ وجب التمعن في جميع تفاصيله، فطياته حبلى بالمعاني والعبر التي وجب التوقف عندها واستجلاء مضمونها نقطة نقطة، لإستيعاب الصورة الكاملة التي يجب أن نفهم خطوطها العريضة.

أولا يجب الإنتباه إلى أن المحكمة التي أصدرت حكم الإدانة والتغريم في حق الدجال زكريا المومني، هي محكمة كندية، وهي بذلك توجد في قلب الرقعة التي يحتمي بداخلها زكرياء المومني، بل ويعتبرها ورقته الرابحة في حملاته الوضيعة ضد المغرب، فمالذي حصل حتى انقلب السحر على الساحر، ليصدم القضاء الكندي المومني الدجال بهذا الحكم، وهو القضاء الذي يحاجج به المومني في هرطقاته السخيفة الموجهة ضد المملكة.

ثانيا لابد من الإنتباه إلى أن الحدث الذي أقام القضاء الكندي وأقعده للبث في هذا الملف، بل وجعله يدين زكرياء المومني ليس بحدث عادي وإنما يتعلق بالإحتفال بعيد العرش وما يشكله من رمزية كبيرة للمغاربة، وكأن القدر يريد أن يقول للمومني وأمثاله من الدجالين والمتآمرين على المغرب : “هذه مملكة الشرفاء، وهذا يوم سبط النبي، فمن أضمر له شرا ستلاقحه الأقدار أينما حل او ارتحل، وسينال نصيبه من القصاص حتى وإن اختبأ داخل حصون مشيدة”، وهي في الحقيقة رسالة واضحة لا تحتاج الى تأويل، اليس هذا الذي أدان المومني هو القضاء الكندي الذي يضرب به المثال في النزاهة والدفاع عن الحقوق والحريات.. ؟ انظروا اليه ينتصر للمغاربة وليس اي إنتصار، انه إنتصار لعيد العرش الذي أراد شداد الآفاق التطاول عليه” طلبو التسليم راه بلاد الشرفة هادي”.

ثالثا وهو الخط الأحمر الذي أبت القدرة الإلهية إلا أن تسطر عليه بأوضح الدلالات، وهو أن رجال ونساء هذه الأمة العريقة الذين يدافعون عنها بالغالي والنفيس كل من موقعه، مهما طالهم من كذب وتدليس، ومها حاول الدجالون والخونة تشويه سمعتهم والتطاول على شرفهم وأعراضهم بالشائعات المغرضة، إلا أن الله عز وجل الذي من صفاته الحق المطلق، والعدل المطلق، هو حافظ لهم، ومدافع عنهم، وناصرهم ومنجيهم من كيد الكائدين، ولعل إنصاف العدالة الكندية للمواطن المغربي الذي أنفق من ماله الخاص، لتوحيد المغاربة في ديار المهجر تخليذ ذكرى عيد العرش، لهي في الواقع إشارة واضحة على أن الله لايضيع أجر من يدافع عن وطنه، فحب الأوطان من الإيمان، ومن لا خير له في وطنه، فلا خير له في دينه وعرضه، فهل يستوعب المومني الدجال وأمثاله الدرس، أم أن في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar