جدل “الحقيبة الثقيلة” يعود و”حماية المستهلك” تحمل المسؤولية لوزارة التربية الوطنية

مع كل دخول مدرسي يتجدد الجدل حول الحقائب الثقيلة التي تؤثر على صحة التلاميذ وتتسبب في اعوجاج على مستوى الظهر وتعرقل نمو الأطفال، مما ينعكس سلبا على مستقبلهم.

ورغم التحذيرات من خطورة الحقائب الثقيلة، إلا أن المدارس الخاصة ومؤسسات التعليم العمومي لم تتدارك هذا الأمر بعد، وتستمر في إرهاق التلاميذ وإثقال كاهل الأسر بلوازم غير ضرورية في أكثر الحالات.

ولتسليط الضوء أكثر على جدل الحقائق الثقيلة وأثرها على صحة التلاميذ، قال بوعزة الخراطي، رئيس الجامعة المغربية لحماية المستهلك، إن المشكل يتجدد مع كل سنة والمطالب أيضا تتجدد، لعل الوزارة الوصية تفكر في حل ينهي هذا الإشكال.

 وحمل الخراطي في تصريح لتليكسبريس، المسؤولية بشكل عام إلى المنظومة التعليمية في المغرب، التي تلزم الأسر باقتناء دفاتر وكتب مدرسية يحملها الطفل بشكل يومي إلى المدرسة ويعود بها إلى البيت.

وقال الخراطي، يتعين على الدولة التفكير جليا لوضع حد لمعاناة التلاميذ مع الحقائب الثقيلة، والإبقاء على الكتب والدفاتر في المدارس، وحمل فقط الدفاتر التي يحتاجها التلميذ لانجاز تمارينه المنزلية والإبقاء على الكتب في الأقسام حفاظا على صحة وسلامة ظهور هؤلاء الصغار.

وطالب الخراطي، وزارة التربية الوطنية بوضع حل لهذه المشكلة، تجنبا لانتشار أمراض الظهر مثل الاعوجاج أو التقوس، خاصة وأن هؤلاء التلاميذ هم في فترة النمو وسيثر ذلك على صحتهم في المستقبل. واقترح الخراطي على الوزارة أن تلتزم المدارس بشراء الكتب والإبقاء عليها في الأقسام ولا يأخذها التلميذ إلى المنزل، كما أن هذه الكتب عليها ان تبقى دائمة وليست متجددة كل سنة، حتى يستفيد منها تلاميذ آخرون في السنوات المقبلة، وتساهم في خفض تكلفة الأسر التي تنفق الكثير في شراء اللوازم والأدوات المدرسية، وأشاد الخراطي في الأخير، بالمبادرة الملكية “مليون محفظة” التي تستهدف تلاميذ التعليم العمومي وتخفف من عبء الأسر.

ويطالب عدد من أولياء التلاميذ باستحداث قانون يلزم المدارس بأن يكون هناك وزن محدد كحد أقصى للحقيبة المدرسية وإلقاء المساءلة القانونية على المخالفين، كما طالبوا بضرورة إخضاع مصانع الحقائب المدرسية لجهة رقابية طبية للتأكد من مواصفاتها ومعاييرها التي تتلاءم وصحة نمو الطفل.

ذلك أن نسبة كبيرة من الأطفال الذين لم يتجاوز عمرهم 14 عاما يعانون من أوجاع شديدة على مستوى الظهر، هذه الأوجاع ناتجة عن حملهم لحقيبة المدرسة الثقيلة والممتلئة بالكتب والدفاتر، ولابد من الانتباه لصحة ونمو الأطفال، لأنها تتزامن مع مرحلة الطفولة ومرحلة المراهقة من أهم مراحل النمو العقلي والانفعالي والجسماني التي هي أهم وأوضح التغيرات التي تصاحب نمو طلبة المدارس.

ويتعرض العمود الفقري للتلميذ لضغط شديد نتيجة للحمل الثقيل الذي تشكله الحقيبة المدرسية عليه، فإذا استمر الحمل الخاطئ للحقيبة المدرسية انحرف شكل العمود الفقري، مما يؤثر على الطفل وسلامته مستقبلا.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar