زلزال الحوز وتغيرات المناخ..هل المغرب عرضة لتهديد “التسونامي”.. ؟ (صور +فيديو)

مباشرة بعد حدوث أي زلزال تتزايد المخاوف من تولد موجات تسونامي مدمرة، قد تضرب السواحل القريبة من بؤرة الهزة الأرضية، لاسيما عندما يتعلق الأمر بزلازل بحرية، وذلك بحكم أن غالبية حدود الصفائح التكتونية التي تولد الزلازل بفعل تداخلها او تباعدها توجد في البحر.

ويتكون سطح الأرض من صفائح تكتونية، وهي عبارة عن ألواح كبيرة من الصخور الصلبة التي تشهد حركية دائمة بفعل الحركية الميكانيكية التي تولدها حرارة نواة الأرض، من خلال دفع الصخور الدائبة إلى الأعلى، وهو ما يحدث تباعدا في الصفائح الأرضية، بينما يحدث العكس في المناطق التي تبتلع فيها نواة الأرض الصخور الصلبة، وهو ما يتسبب في تصادم الصفائح الأرضية، لتراكم ضغطا هائلا يضل يتزايد حتى تصبح القشرة الأرضية عاجزة عن تحمله، فتنزلق الصفائح فجأة فوق بعضها البعض، مما يؤدي إلى إطلاق كميات هائلة من الطاقة، مما يتسبب في اهتزاز الأرض وتشققها، كما يمكن أن تحدث التصدعات أيضًا بعيدًا عن حدود الصفائح، و هو ما يجعل المجتمع العلمي منكبا على فهم هذا النوع من الزلازل بشكل أوسع.

يمكن أن تتولد موجات تسونامي عن طريق الزلازل التي تحدث على جميع هذه التصدعات، ولكن معظم موجات تسونامي، تنتج عن الزلازل الناتجة عن اصطدام الصفائح التكتونية في المحيطات، وكلما كان حجم الزلزال البحري كبيرًا فإن الطاقة الناتجة عنه يمكن أن تتسبب في ارتفاع أو انخفاض قاع المحيط فجأة وهو ما يؤدي عادةً إلى حدوث تسونامي.

تتولد معظم موجات تسونامي عن الزلازل التي تزيد قوتها عن 7 درجات على سلم ريشتر، والتي تحدث تحت المحيط أو بالقرب منه، وعلى عمق أقل من 100 كيلومتر تحت سطح الأرض، ويجب أن تتجاوز قوة الزلزال 8.0 درجة حتى يولد تسونامي خطير، كما أن مقدار حركة قاع المحيط، وحجم المنطقة التي يحدث فيها الزلزال، وعمق الماء فوق الزلزال، كلها عوامل مهمة في تكوين حجم التسونامي الناتج.

وبالعودة إلى الزلزال الذي ضرب المغرب، فان المملكة تتوفر على أنظمة للإنذار المبكر من خطر التسونامي، وقد تم تسجيل أزيد من ألف هزة ارتدادية عقب زلزال الحوز، إلا انه لم يتم تسجيل أي موجات بحرية خطيرة، بالرغم من أن زلزالا كبيرا كالذي ضرب منطقة الحوز، قد يتسبب بنسبة 95 بالمائة في توليد تسونامي صغير.

وفي حالة المغرب، فان زلزال الحوز حسب تقديرات العلماء، ناتج عن تصادم الصفيحة الإفريقية مع الأورواسياوية، بمعنى أنه لو قدر الله وتسبب في موجة تسونامي، فان سواحل البحر الأبيض المتوسط ستكون عرضة لموجات تسونامي، ليس في المغرب فقط وإنما قد تصل فرنسا والبرتغال، وهو ما يعكف العلماء في المغرب على دراسة مخاطره وسبل الاستعداد له.

في المجمل، تعتبر موجات المد العملاقة المسماة بتسونامي ظواهر طبيعية، ناتجة عن الزلازل التي تحدث في قاع المحيطات أو بسبب انهيارات جبلية او جليدية ضخمة على السواحل البحرية، وهي جميعها أخطار تعمل الدول حاليا على دراسة سبل تقليل أضرارها البشرية والمادية، من خلال وضع مخططات استراتيجية كبرى لتدريب سكان المدن الساحلية على البروتوكول الذي يجب إتباعه عند وجود تهديد بوقوع موجات تسونامي، إضافة إلى تأمين المنشآة الحيوية كمحطات توليد الكهرباء.

وفي سياق متصل، يرى علماء ومختصون أن التغيرات المناخية ستكون هي الأخرى سببا مباشرا في حدوث زلازل وموجات تسونامي، فارتفاع حرارة المحيطات مثلا، تسببت في وقوع عواصف مدمرة تؤدي إلى نزول تساقطات مطرية هائلة في وقت وجيز، مثل ما حدث في ليبيا وتسبب في تدمير سدين وقتل عشرات الآلاف من الليبيين جراء السيول الجارفة، ونفس هذه الظاهرة المطرية الفتاكة الناتجة عن تغيرات المناخ قد تؤدي إلى حدوث هزات أرضية حسب تقديرات العلماء، وذلك إذا ما تشبعت التربة بكميات مهولة من الأمطار، مما يزيد الثقل على القشرة الأرضية، ما قد يتسبب في وقوع تشققات أو انهيارات في الأماكن التي توجد بها صخور هشة، وهو ما سيتسبب حتما في وقوع هزات أرضية.