لهذه الأسباب ترفض الجزائر إحصاء سكان مخيمات تندوف

ترفض الجزائر إجراء إحصاء وضبط المحتجزين في مخيمات تندوف؛ فظلت ترفض هذه الخطوة، ذلك أن هذا الإحصاء سيمكن، إلى جانب تحديد الاحتياجات الإنسانية للاجئين الذين يعيشون أوضاعا صعبة، من حصر لائحة السكان ذوي الأصول الصحراوية الحقيقية وتمييزهم عن غيرهم من المقيمين في هذه المخيمات، لكن الجزائر طبعا ترفض ذالك لأنها تعلم جيدا انها تتلاعب بالأرقام وتجلب مواطنين أفارقة وتدمجهم في المخيمات والمليشيليات.

 ومن بين الأسباب الأخرى المفسرة لهذا الرفض المطلق تلك المرتبطة بالمساعدات الإنسانية التي يتم تضخيم أرقام اللاجئين للاستفادة من أكبر قدر منها ومن تم بيعها للجماعات والتنظيمات الإرهابية في الساحل والصحراء وتوجيه هذه الأموال إلى حسابات قيادات البوليساريو.

وترفض الجزائر إحصاء ساكنة المخيمات لمجموعة من الاسباب ولوعيها بأن التركيبية الديمغرافية لسكان المخيمات لم تعد محددة في الانتماء إلى منطقة النزاع؛ بل على محددات قبلية صار معها أي شخص، سواء كان موريتانيا أو جزائريا أو ماليا وتربطه علاقات عائلية بأي قبيلة في الصحراء، صحراويا ومعنيا بهذا الصراع.

وتعمد البوليساريو إلى تضخيم أعداد قاطني مخيمات تندوف؛ من خلال استقطاب البدو من مناطق متفرقة في جنوب شرق الجزائر إلى جانب القبائل الصحراوية وامتداداتها في شمال موريتانيا ومالي وبقية بلدان المنطقة، رغم أن الهيئات والمنظمات الأممية المعنية بهذا الملف تتعاطى مع ساكنة المخيمات من خلال تقديرات لا تتجاوز 80 ألف قاطن؛ في حين أن هناك هيئات مستقلة أخرى تؤكد أن هذا العدد لا يتجاوز 40 ألف شخص.

وتشهد مخيمات تندوف انتشارا كبيرا لعصابات الجريمة المنظمة وتغلغلا واسعا للجماعات المتطرفة التي تنشط في بلدان الساحل والصحراء في ظل تقاطع أجندات الجبهة الانفصالية مع تلك الجماعات المسلحة، على اعتبار أن هذه الأخيرة تعد الزبون الأول لبعض الأنشطة التي تعكف عليها قيادات البوليساريو وتعتمد عليها في تمويل صناديقها السوداء، خاصة فيما يتعلق بالمتاجرة في المساعدات والأدوية والاتجار في السلاح والبشر والمخدرات.

وباتت البوليساريو تعتمد بشكل كبيرا على الجماعات المسلحة المتطرفة في الساحل في تأطير قاطني مخيمات تندوف، في ظل ضعف الجبهة الانفصالية عن تأطير الساكنة خاصة الشباب منهم وتراجع أفكارها السياسية نتيجة الهزائم المتتالية إضافة إلى قياداتها والانقسامات فيما بينهم؛ وبالتالي فإن الجبهة لجأت إلى هذه الجماعات من أجل مساعدتها على ضبط التوازنات الاجتماعية والقبلية في المخيمات، بينما الواقع يشير إلى الوضع الهش بهذه المخيمات التي قد تنفجر في اية لحظة.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar