روسيا والدول العربية..”منتدى مراكش” فرصة لتعزيز التعاون المشترك في عالم يتغير

تنطلق اليوم 20 دجنبر 2023 بمدينة مراكش، أشغال المنتدى العربي الروسي في دورته السادسة وسط حضور قوي للوفود العربية ورئيس الدبلوماسية الروسية سيرغي لافروف، في حين بات شبه مؤكد غياب الجزائر عن القمة رغم توجيه الدعوة إليها، ويحتضن المغرب، الذي يرأس حاليا المجلس الوزاري للجامعة العربية هذا المنتدى بطلب من الجامعة العربية.

وفي إطار مقتضيات مذكرة التفاهم، التي تربط الجامعة العربية بروسيا، فقد تم الاتفاق على أن تعقد هذه الدورة على شكل ترويكا موسعة، تتكون من الأمين العام للجامعة العربية، والأعضاء الثلاثة في الترويكا الوزارية العربية، وكذا رئاسة القمة، وستكون المشاركة مفتوحة أيضا في وجه الوفود الوزارية وستركز المناقشات والأشغال خلال هذا المنتدى على التعاون بين روسيا والعالم العربي، وذلك وفقا للممارسات الجاري العمل بها.

ومن المرتقب أن يعرف المنتدى الروسي العربي المنعقد بمراكش، طرح العديد من القضايا للنقاش من ضمنها قضايا الأمن والحرب على غزة، فضلا عن قضايا التنمية والتعاون المشترك، كما أنها مناسبة للمغرب وروسيا لبحث سبل تطوير علاقاتهما والدفع بها إلى الأمام خاصة على مستوى التبادلات التجارية والتعاون الفلاحي والصيد البحري وتطوير البرنامج النووي الذي تسعى المملكة إلى تنفيذه لأغراض سلمية.

وتعقد هذه الدورة السادسة من المنتدى العربي الروسي تحت شعار “الرهان على تعزيز مكانة روسيا في المنطقة العربية وإفريقيا”، علما بأن المغرب يرأس حاليا المجلس الوزاري لجامعة الدول العربية. وكانت النسخة الخامسة من منتدى التعاون العربي الروسي قد عقدت عام 2019 بالعاصمة الروسية موسكو، إلا أن انعقاد الدورة السادسة في مراكش كان قد تأجل بسبب تداعيات جائحة كورونا، قبل أن يتقرر عقدها بمدينة مراكش.

ويرى مراقبون سياسيون، أن منتدى مراكش للتعاون العربي الروسي يعد فرصة لروسيا لتعميق النقاش مع الدول العربية لتوسيع الشراكات في ظل العقوبات الغربية المفروضة عليها بسبب الحرب الدائرة في أوكرانيا خاصة فيما يتعلق بتسويق الغاز الروسي والمواد الأولية والقمح باعتبارها بلدا يعد من اكبر المنتجين في العالم لهذه المادة، كما أن الأسواق العربية من الوجهات المفضلة لتصدير المنتوجات الروسية.

ذلك انه في الوقت الذي تعرف فيها الحرب على غزة تطورات متسارعة وبتأييد واضح من الغرب، تسعى روسيا إلى إيجاد قدم لها لإدارة الأزمة ومحاولة حلحلة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، خاصة وأن الولايات المتحدة الأمريكية، الغريم التقليدي لها يقف إلى جانب تل أبيب في هذه الحرب، كما تؤيد واشنطن كييف في حربها ضد موسكو، وهو الأمر الذي يدفع روسيا إلى البحث عن شركاء في الوطن العربي وفي إفريقيا في ظل التحولات الجيوستراتيجية التي يعرفها العالم ورفض نظام القطب الواحد والدفع بتعدد الأقطاب والشركاء وهو الطرح الذي تسايره فيها الصين.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar