أستاذ جامعي: المغرب ربح رهان انعقاد المنتدى العربي الروسي والجزائر زدادت عزلة

قال الحسن عبيابة، أستاذ جامعي ووزير سابق، إن انعقاد المنتدى الروسي العربي في دورته السادسة بمدينة مراكش، يعد مكسبا سياسيا للمغرب في هذه الفترة الزمنية المهمة، بالرغم من تأخر انعقاد هذا المنتدى منذ ابريل 2019، حيث انعقدت النسخة الماضية بموسكو بسبب ظروف جائحة فيروس كورونا، وعوامل أخرى حالت دون انعقاده، لكن دورة مراكش قد خلقت إجماعا عربيا وروسيا حول وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وتعليقا على دلالات انعقاد هذا المنتدى العربي الروسي بمراكش ومقاطعة الجزائر لهذه القمة، أكد عبيابة في تصريح لتليكسبريس، أن “المشاركين في المنتدى العربي الروسي أجمعوا على الأمل بأن يتم التصويت على قرار بمجلس الأمن يُلزم وقف الحرب واعلان هدنة انسانية كافية لتبادل الأسرى والسماح بتزويد قطاع غزة بالغذاء والدواء والإحتياجات الضرورية”.

وأوضح الدكتور عبيابة، في السياق نفسه، أن أجندة روسيا في العالم العربي ليست هي الأجندة الأميركية، لكن هناك أجندة مشتركة تشكل خريطة المصالح المشتركة في المنطقة،  مضيفا ان هذا اللقاء المنعقد بمراكش سمح لجميع الدول العربية بالتعبير عن مواقفها السياسية مما يجري حاليا على الساحة العربية كلها، وبالرغم من أن روسيا ليست لها علاقة قوية مع الدول العربية بنفس القوة التي تربط الدول العربية مع الولايات المتحدة الأميركية، إلا أن اجتماع مراكش خلق توازنا حول العديد من القضايا الإقليمية والدولية.

وتطرق عبيابة إلى النقط التي شكلت توافقا عربيا روسيا في قمة مراكش، حيث أكد:  أنه “من النقط المهمة بين المشاركين عربا وروس، هو تطابق موقف روسيا المبدئي مع موقف الدول العربية التي أكدت التزامها بحل المشاكل الموجودة بالمنطقة العربية عبر الطرق السلمية، وأن الاضطرابات المنتشرة في العالم بأسره تجعل الجميع يتبع نهج السلم لتقوية السلام والأمن في المنطقة وضمان تطورها المستدام بدون تهديدات خارجية”.

واسترسل في القول: “إن المنتدى العربي الروسي المحدَث سنة 2009، لم يتطور بالشكل المطلوب لأسباب كثيرة، لكن لقاء مراكش اليوم قد يشكل انطلاقة للتعاون العربي الروسي في المستقبل نظرا للتطورات الجيوسياسية العالمية، ويتجلى ذلك في الخطة التي اعتمدها المنتدى في دورته السادسة بتاريخ 20 دجنبر في مراكش 2023، خصوصا وأن حجم التبادل التجاري وصل إلى 22 مليار دولار في متم 2022، وقابل للتطور”

وعن غياب الجزائر عن المنتدى رغم أنها حليف تقليدي لروسيا، فقد أوضح الدكتور عبيابة: “الجزائر قاطعت هذا اللقاء الذي يجمع العالم العربي مع أكبر حليف للجزائر وهي روسيا، وقبل ذلك قاطعت القمة العربية في السعودية، وبالتالي أصبحت معزولة عربيا على كل المستويات، كما أنها تخسر مكانتها في العديد من الفعاليات الدولية والعربية والإفريقية المهمة التي يستضيفها المغرب”.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar