بنلياس لـ”تليكسبريس”: المغرب ماضٍ في مساره الدبلوماسي رغم ضجيج نظام العسكر الجزائري

قال عبد العالي بنلياس، أستاذ القانون العام بكلية الحقوق السويسي وعضو فريق البحث في الأداء السياسي والمؤسساتي بجامعة محمد الخامس بالرباط، إنه: “صار من المعتاد في الموقف الرسمي للدبلوماسية الجزائرية أن تعارض كل ما يتعلق بالمغرب أو يأتي منه، سواء تعلق الأمر بقضية الصحراء المغربية أو غير حتى لو تعلق الأمر بطلب منظمة غير حكومية الحصول على صفة عضو مستشار في المجلس الاقتصادي والاجتماعي  لمنظمة الأمم المتحدة”

وأوضح الدكتور عبد العالي بنلياس في تصريح لتليكسبريس، أنه: “ليس غريبا أن يثير ذكر إسم المغرب حنق المسؤولين الجزائريين وحساسية تكاد تكون لازمة في سلوك الدبلوماسية الجزائرية، التي تعمل ليل نهار من أجل إزعاج المغرب ومعاكسة مصالحه المختلفة ولو كانت بسيطة وتدخل في الممارسة اليومية والعادية في التعاطي مع القضايا المختلفة على المستوى الأفريقي والإقليمي والدولي”.

 وأضاف المحلل السياسي والأستاذ الجامعي عبد العالي بنلياس، أن “هذه الممارسات هي ما تؤكد العقيدة العمياء التي لازالت تحجب الرؤية على تغير الواقع السياسي الدولي الذي يسير نحو التعاون والتنسيق وبناء الشركات لمواجهة التحديات والأزمات التي  تهدد استقرار عدد من المناطق في العالم، والمنطقة المغاربية من المناطق التي لازالت الجزائر وبكل أسف تعمل بمنطقها الذي توقف عند مخلفات الحرب الباردة بعرقلة أي محاولة للتعاون بين دول شمال إفريقيا، وتستخدم مختلف الوسائل لتكريس حالة الفرقة والاختلاف بين الدول المغاربية كالخلاف المغربي التونسي التي تعتبر الجزائر ضالعة فيه، ودخولها على خط  الوسيط المنحاز في الصراع السياسي الداخلي الليبي ومحاولاتها الفاشلة في احتواء موريتانيا، وغيرها من الأعمال والتصرفات التي لا تساهم إلا تفويت الفرصة عن المنطقة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والاستقرار السياسي، وهي مستعدة بهذا المنطق بأن تفعل أي شيء إلا أن  يعزز المغرب مكتسباته في قضية استرجاع أقاليمه الجنوبية وبسط سيادته على كافة  أجزاء الصحراء المغربية، التي يعترف المجتمع الدولي بسيادة المغرب عليها وبجدية مبادرة الحكم الذاتي كحل واحد وأوحد لهذا النزاع الإقليمي”.

وخلص الأستاذ الجامعي عبد العالي بنلياس إلى القول إن: “المغرب لا ينتبه إلا مثل هذه التصرفات التي اعتادها من الدبلوماسية الجزائرية، فبقدر ما تظل يده ممدودة للحوار مع الجزائر، فإنه في نفس الوقت ماض في عملية تحصين المكتسبات التي حققها في ما يخص قضية الصحراء المغربية، وفي خلق منافذ للتعاون مع البلدان الأفريقية وكان أخرها التعاون بين الدول المطلة على المحيط الأطلسي كمشروع إستراتيجي لاندماج بين هذه الدول وغيرها من المبادرات”.

وعلاقة بالموضوع، من المرتقب أن يشهد اجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة، في شهر يناير المقبل، “مواجهة مغربية جزائرية حاسمة” في مسألة رفض الجارة الشرقية المتكرر وجود مقعد مغربي في هذا المجلس. وفي ماي الماضي، اشتكى معهد الدراسات الاجتماعية والإعلامية من “العرقلة” التي مارستها الجزائر في حقه، إذ رفضت بشكل متعمد حصول المعهد المغربي على مقعد استشاري بالمجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar