نجيب كومينة يكتب: عن ماذا يبحث عزيز غالي ؟

عزيز غالي، وليس ابراهيم غالي، شاء ان يعبر عن فرحته الغامرة باقصاء المنتخب الوطني امام منتخب جنوب افريقيا بنشر ورقة حمراء.

الورقة الحمراء في الكرة هي الطرد، ولذلك، فانه يعتبر هزيمة المنتخب الوطني المغربي طردا للمغرب ولابنائه وليس مجرد اقصاء في مسابقة كروية رياضية، وبذلك يؤكد انه ليس معارضا لنظام كما يدعي، هو ومن ينهج نهجه، بل كارها للمغرب والمغاربة برمتهم وحاقدا عليهم، لاسباب يعرفها هو او من هم قريبين منه.

نحن هنا بصدد شخص يشعر بازمة انتماء ولا يشعر بالراحة والتوازن النفسي والعقلي بوجوده في هذا الوطن الذي يرغب، كما تعبر على ذلك فلتات لسانه ونقراته، في رؤيته مقسما ومدمرا و غارقا في الفقر والفشل و القمع كي يحس بالراحة، رغم استفادته بانتهازية من وجوده فيه ومن تجارته به التي تدر عليه ماتدر وتجعله قادرا على تبوا رئاسة الجمعية المغربية لحقوق الانسان التي توفر له فرص دائمة للاسفار، هروبا من الم الاقامة بالمغرب، و الامتيازات المرتبطة بالموقع في الخارج التي يوفرها له كل من يكنون العداء للمغرب ووحدته الترابية ويرغبون في اضعافه والحيلولة دون صعوده كفاعل في محيطه الاقليمي والافريقي والعربي.

عزيز غالي لم يكتف بترديد نفس الخطاب الحاقد والتافه الذي يردده الاعلام الجزائري التابع للمخابرات الجزائرية او الذباب الالكتروني المعبا من طرف هذه المخابرات، ذات التاريخ الاجرامي في حق الشعب الجزائري الذي قتلت منه مالم يقتله المحتلون الصهاينة في فلسطين مند نكبة 1948، بربط المنتخب الوطني بالتطبيع، وبالتالي وصمه بالصهيونية رغم المواقف المشرفة لعدد من لاعبيه علانية المساندة للشعب الفلسطيني والمناهضة لحرب الابادة والتهجير والتهويد ضده، بل زاد على ذلك و عبر عن شماتته بنشر الورقة الحمراء تعبيرا عن فرحه في اطار استفزاز لكل المغاربة وليس فقط لمن عبروا عن الاشمئزاز من تدونته المشجعة لمنتخب جنوب افريقيا المعبرة عن ضحالته و خلطه بين مالا يختلط وعن حقده على البلد الذي ياويه واعتقد، مادمت لا اتوفر على معطيات، ان اباءه واجداده من مواطنيه.

وكان حريا به، مادام على هذه الدرجة من الحقد على المغرب والمغاربة والعلم الوطني، ان ينشر صحبة ورقته الحمراء صورة للبلداء والحقودين في الجارة الجزائر وهم يحرقون لباس الفريق الوطني في الشارع العام برعاية رجال الامن والمخابرات التابعين لنظام الدكتاتور شنقرييحة وتابعه تبون، هكذا سيكون قد ضرب عصفورين بحجر: شعور بالراحة النفسية و ارسال رسائل قوية الى من يعنيهم الامر خارج المغرب، وكان اجدر به ان ينتقل الى الجزائر للاحتفال ب”طرد” المغرب من المسابقة الافريقية صحبة المجانين والمعتوهين الذين خرجوا للتظاهر فرحا بهزيمة المغرب في مباراة كرة القدم وليس في حرب او معركة من المعارك السياسية او الديبلوماسية او في منافسة اقتصادية او غير ذلك مما لاصلة له بالرياضة.

تصعيد عزيز غالي، وليس ابراهيم غالي للتذكير، يحاول من خلاله جر السلطات المغربية الى رد فعل باعتقاله ليقول انه اعتقل بسبب جنوب افريقيا التي رفعت دعوى في محكمة العدل الدولية من اجل فلسطين، و ان المغرب صهيوني يحارب من يساند جنوب افريقيا وفلسطين، وان المغرب لا يستحق ان يتولى رئاسة مجلس حقوق الانسان، التي فاز بها بما يقارب ثلثي الاصوات في مواجهة جنوب افريقيا مدعومة من النظام الجزائري الفاشل، لكنني لا اتصور ان السلطات المغربية بالسذاجة التي يتصورها كي تسقط في فخ كهذا.

انه بالتاكيد بؤس مابعده بؤس، و”اتسلكيط” يعكس درجة الحضيض اخلاقيا، ولا يستحق من عاقل الا الاحتقار والازدراء، غير انه لابد ان يدفع الى النظر الى دلالته في السياق الحالي، حيث تعمدت جنوب افريقيا ان تستخرج كل اسلحتها الديبلوماسية وغيرها ضد المغرب، ليس فقط للتغطية على الفشل الجزائري، بل وايضا للدفاع عن قوتها افريقيا في مواجهة منافس تعتبره خطيرا علىى مصالحها وتموقعها الجيو استراتيجي. وهذاا موضوع اخر.
بقلم محمد نجيب كومينة

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar