حمى الرئاسيات..تصريحات قوية لترامب تزعزع الناتو ودول الاتحاد الأوروبي

أطلق دونالد ترامب تصريحات قوية يوم السبت الماضي، قصف بها جبهة الديمقراطيين والدول الأوربية وحلف الناتو وأنعش أسهمه في روسيا، في إطار الحملة المستعرة الممهدة للانتخابات الرئاسية في أمريكا، حيث اشتد التنافس بين جو بايدن ودونالد ترامب، الرئيس السابق الذي يطمح للعودة بقوة إلى البيت الأبيض.

وبالرغم من أن البيت الأبيض رفض تصريحات ترامب التي تشجع على ما يبدو مهاجمة روسيا لدول أعضاء في حلف شمال الأطلسي ناتو، واصفا تلك التصريحات بأنها “مروعة وفاقدة للصواب”، الا أن وقع هذه التصريحات خلق رعبا في أوروبا وداخل دول الحلف الأطلسي الذي اعتاد ترامب على مهاجمته أيام كان رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية.

ترامب وخلال تجمع انتخابي في كارولينا الشمالية، قال، وكأنه يروي ما حدث في اجتماع مع زعماء لدول أعضاء في حلف الناتو: “وقف أحد رؤساء دولة كبيرة وقال: حسنا يا سيدي إذا لم ندفع (الالتزامات المالية المقررة للحلف) وتعرضنا لهجوم من روسيا فهل ستحمينا؟”. وأضاف ترامب “قلت له: إذا لم تدفعوا وتخلفتم عن السداد فلا.. لن أحميكم. في واقع الأمر سأشجعهم (الروس) على عمل ما يريدون، عليكم أن تدفعوا وتسددوا فواتيركم”.

وأكد ترامب أنه قد “يشجع” روسيا على مهاجمة الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي التي لا تفي بالتزاماتها المالية في حال عودته إلى البيت الأبيض بعد انتخابات نونمبر المقبل. لكن المتتبعون لحماس ترامب وحمى الانتخابات الرئاسية في أمريكا، يرون أن ترامب يضغط بكل الوسائل للعودة وتمثيل الحزب الجمهوري في الرئاسيات.

وهدد مرات عدة بالانسحاب من حلف الناتو في حال عودته إلى البيت الأبيض. وأثارت تصريحاته غضبا واستياء في أوروبا وداخل التكتل الدفاعي. إذ قال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال إن تصريحات ترامب “متهورة” بشأن أمن الناتو لا تخدم سوى مصالح (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين” واعتبر أنها “على العكس من ذلك، تؤكد من جديد ضرورة أن يطور الاتحاد الأوروبي بشكل عاجل استقلاله الاستراتيجي وأن يستثمر في الدفاع عنه”. وبدوره حذر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، مما أسماها تصريحات “تقوض الحلف”.

من جهته، قال مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل اليوم الاثنين أن حلف شمال الأطلسي “لا يمكن أن يكون حلفا حسب الطلب”، بعدما قلل دونالد ترامب من أهمية التزامه بالناتو في حال أعيد انتخابه رئيسا للولايات المتحدة. وأثار ترامب عاصفة سياسية وقلق حلفاء الولايات المتحدة الأوروبيين السبت عندما أشار إلى أنه يمكن أن “يش جع” روسيا على مهاجمة أي دولة في الناتو لا تفي بالتزاماتها المالية. وقال بوريل “بكل جدي ة، لا يمكن للناتو أن يكون حلفا عسكريا حسب الطلب. لا يمكن أن يكون حلفا عسكريا يعتمد على مزاج رئيس الولايات المتحدة” كل يوم.

وتابع “إما أن يكون موجودا أو لا”، مضيفا بأنه لن يواصل التعليق على “أي فكرة حمقاء” تصدر عن حملة الانتخابات الرئاسية الأميركية.