طبيب يعدد المخاطر المهددة لصحة المغاربة بسبب ضعف التساقطات و توالي سنوات الجفاف

قال الطيب حمضي، الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، أن الجفاف يؤثر على صحة الإنسان عبر 5 مستويات أساسية؛ وهي الجهاز التنفسي وسوء التغذية والأمراض المائية، فضلا عن تأثيره على الصحة من خلال الحشرات الناقلة، وتداعياته على الصحة النفسية والعقلية.

وأضاف حمضي، في تصريح صحفي أدلى به للاولى، أن الحديث عن الأضرار الصحية الناتجة عن الجفاف لا يتعلق بالمدى القريب، إذ يعرف الجفاف بكونه “فترة طويلة من انخفاض معدل التساقطات ما يؤدي إلى شح المياه”، كما يعني القحط.

وفي ما يتعلق بتأثير الجفاف على الجهاز التنفسي، أوضح الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية أن أمراض الحساسية المتعلقة بالجهاز التنفسي تكثر خلال فترات الجفاف، مشيرا إلى أنه يتسبب في اجتفاف التربة ويؤدي بذلك إلى صعود الجزيئات في الهواء التي تتكاثر وتؤدي بدورها إلى تلوث الهواء وعدد كبير من الأمراض الصدرية والتنفسية.

كما لفت إلى مخاطر استعمال الأسمدة والمبيدات الحشرية في فترة الجفاف، والتي يؤدي تبخرها السريع في الهواء إلى انتشار أمراض تنفسية كثيرة، بالإضافة إلى أن الحرارة والرياح تجعل عددا من الفيروسات تنتقل على غرار مرض “التهاب السحايا”.

أما على مستوى التغذية، أكد حمضي أن الجفاف يؤثر على الصحة من خلال سوء التغذية الناتج عن قلة المواد الغذائية، ما يتسبب في نقص المناعة وانتشار الأمراض بسرعة.

كما يؤدي شح المياه إلى انعدام النظافة، لأن الوصول للماء الصالح للشرب يصبح قليلا ما يجعل الأمراض المائية أكثر انتشارا، وفق حمضي، مشيرا إلى إمكانية انتشار عدد من الأمراض والأوبئة بسبب قلة الماء، واستعمال مياه غير صالحة للشرب (خاصة تعفنات الجهاز الهضمي).

من جهة أخرى، أظهرت الدراسات أن الحشرات المستوطنة في بعض المناطق تنتقل من مكان لآخر بسبب التغيرات المناخية وتنقل معها الأمراض، كما تساهم في نشرها. وعلى مستوى الصحة النفسية والعقلية، أظهرت كافة الدراسات، أن الجفاف يؤدي إلى ضغط نفسي كبير وانتشار أمراض نفسية وعقلية خصوصا في صفوف الأشخاص الذين يعيشون في البوادي والمزارعين. كما يمكن أن يعاني من التداعيات النفسية للجفاف جميع المواطنين خصوصا من ذوي الدخل المحدود، نظرا لارتفاع الأسعار الذي يرافقه وتأزم الوضعية الاجتماعية والاقتصادية.

ويشهد المغرب منذ فترة غياب الأمطار مع فترات قليلة تسجل بعض القطرات التي لا تغير من مشهد الجفاف كثيرا، حيث توالت للسنة السادسة على التوالي قلة التساقطات، مما بات يهدد صحة وسلامة نفسية وعقلية المغاربة.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar