كارثة بيئية تحل بالبحر الأحمر جراء هجمات الحوثيين المتهورة

حذرت القيادة المركزية الأميركية من أن سفينة شحن مهجورة في خليج عدن بعد هجوم شنه المتمردون اليمنيون، تتسرب إليها المياه وتركت بقعة نفطية ضخمة في كارثة بيئية قد تتفاقم.

وتعرضت سفينة الشحن روبيمار، التي ترفع علم بيليز ومسجلة في بريطانيا وتديرها شركة لبنانية، وتحمل أسمدة قابلة للاحتراق، لأضرار في هجوم صاروخي الأحد أعلن المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران مسؤوليتهم عنه.

وأكدت القيادة المركزية الأميركية أن السفينة راسية ولكن المياه تتسرب إليها ببطء، وتركت بقعة نفط بطول 18 ميلاً.

وقالت في منشور على موقع “اكس” إن السفينة “كانت عندما تعرضت للهجوم تنقل أكثر من 41 ألف طن من الأسمدة، يُحتمل أن تتسرب إلى البحر الأحمر وتؤدي إلى تفاقم هذه الكارثة البيئية”.

في وقت سابق، قالت شركة “بلو فليت غروب” المشغلة للسفينة إنه تم إجلاء طاقمها إلى جيبوتي بعدما أصاب صاروخ جانب السفينة، ما تسبب في تسرب المياه إلى غرفة المحرك وانحناء مؤخرها.

وأوضح الرئيس التنفيذي لـ”بلو فليت” روي خوري لوكالة الصحافة الفرنسية أن صاروخاً ثانياً أصاب سطح السفينة دون التسبب في أضرار جسيمة.

وأعلن المتمردون الحوثيون الاثنين مسؤوليتهم عن الهجوم على السفينة، قائلين إنها “معرضة للغرق” في خليج عدن بعد تعرضها “لإصابة بالغة”.

وكان المتحدث العسكري باسم جماعة الحوثي يحيى سريع قد قال في بيان في اليوم التالي للهجوم إن الحوثيين استهدفوا السفينة في خليج عدن الأحد وهي الآن معرضة لخطر الغرق.

وهددت جماعة الحوثي، امس الجمعة، بإغلاق مضيق باب المندب كلياً، والذي يعد من أهم المعابر المائية في العالم، ويشكل ممرا بحريا للتجارة الدولية، وتمر به معظم أنشطة التبادل التجاري بين آسيا وأوروبا، ونحو 10 بالمئة من حركة الملاحة العالمية.

التهديدات جاءت في تدوينة للقيادي الحوثي حسين العزي، على منصة “إكس”، حيث قال “نستطيع إغلاق باب المندب كلياً، وفيك تضع تحت كلمة (كلياً) عشرين خط”.

وأضاف “وبما أننا لم نفعل ذلك فهذا يعني أننا ما زلنا نحرص على الملاحة الدولية”، متهماً أميركا وبريطانيا بممارسة الكذب.

وتأتي هذه التهديدات على خلفية التصريحات الأميركية التي اتهمت الحوثيين باستهداف سفن المساعدات الإنسانية، في إشارة إلى هجومها، الاثنين 19 فبراير، على السفينة “سي شامبيون” التي ترفع علم اليونان كانت قادمة من الأرجنتين باتجاه ميناء عدن وعلى متنها 40 ألف طن من الحبوب لتفريغها.

وأسقطت القوات الأميركية ثلاث مسيّرات انقضاضية قرب سفن للشحن التجاري في البحر الأحمر الجمعة ودمرت سبعة صواريخ كروز مضادة للسفن متمركزة على الأرض، غداة ضربها أربع مسيّرات كانت معدّة للإطلاق في اليمن، وفق ما أعلن الجيش الأميركي.

ومنذ 19 نوفمبر، ينفّذ الحوثيون المدعومون من إيران، هجمات على سفن تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب يشتبهون بأنها مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إلى موانئها، معلنين أن ذلك يأتي دعمًا لقطاع غزة الذي يشهد حربًا بين حركة حماس وإسرائيل منذ السابع من أكتوبر.

وأعلنت القيادة العسكرية المركزية الأميركية (سنتكوم) في بيان على شبكة للتواصل الاجتماعي أن قوات أميركية تمكّنت في وقت مبكر الجمعة من “إسقاط ثلاث مسيّرات انقضاضية حوثية قرب عدد من سفن الشحن التجاري تعمل في البحر الأحمر. ولم تُصب السفن بأي أضرار”.

وفي بيان صدر في وقت لاحق، قالت القيادة المركزية الأميركية إن القوات الأميركية دمرت “سبعة صواريخ كروز متنقلة مضادة للسفن تابعة للحوثيين المدعومين من إيران كانت معدة للإطلاق باتجاه البحر الأحمر”.

وأضافت أن تلك الضربات نفذت بين الساعة 12:30 ظهرًا و 7:15 مساءً بتوقيت صنعاء، وتم شنها دفاعا عن النفس.

وذكرت أن “سنتكوم رصدت هذه الصواريخ في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن وحددت أنها تمثل تهديدًا وشيكًا للسفن التجارية وسفن البحرية الأميركية في المنطقة”.

وكانت سنتكوم قالت إن قوات أميركية ضربت الخميس أربع مسيرات حوثية وصاروخي كروز مضادين لسفن، موضحة أن الأسلحة “كانت معدّة للإطلاق باتجاه البحر الأحمر من مناطق في اليمن يسيطر عليها الحوثيون”.

في محاولة ردعهم، تشنّ القوّات الأميركيّة والبريطانيّة ضربات على مواقع تابعة للحوثيين منذ 12 يناير. وينفّذ الجيش الأميركي وحده بين حين وآخر ضربات يقول إنها تستهدف مواقع أو صواريخ ومسيّرات معدة للإطلاق.

وإثر الضربات الغربية، بدأ الحوثيون استهداف السفن الأميركية والبريطانية في المنطقة معتبرين أن مصالح البلدين أصبحت “أهدافًا مشروعة”.

ويتصاعد الغضب في الشرق الأوسط إزاء الحملة المدمّرة التي تشنّها إسرائيل في غزة ردا على هجوم غير مسبوق لحماس على أراضي الدولة العبرية في السابع من أكتوبر، ما يؤجج العنف ويفضي إلى هجمات تشنّها مجموعات مدعومة من إيران في لبنان والعراق وسوريا واليمن.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar