نيويورك.. تسليط الضوء على الرحلة الملهمة للمستكشف المغربي الأزموري”باستيبانيكو”

عشية افتتاح المؤتمر الخاص باستيبانيكو الأزموري المنعقد بنيويورك والذي نظمته القنصلية العامة للمغرب بنيويورك، بتعاون مع جامعة مدينة نيويورك، احتضن الفضاء الثقافي بمقر القنصلية العامة للمملكة المغربية معرضا جماعيا شارك فيه عدد من الفنانين التشكيليين المغاربة المقيمين بالولايات المتحدة الأمريكية وكندا إلى جانب فنانين من المغرب( مصطفى النافي وعبد الإله الناصف وإلهام الصوفي وجمال الوادي …) كما عرف حضور كل من عمر هلال، السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، وعبد القادر الجموسي، القنصل العام للمملكة المغربية، ومصطفى المرابط، ممثل عن مجلس الجالية المغربية بالخارج، ونخبة من رجال الدبلوماسية والفن والثقافة والإعلام، وعدد من سكان مدينة نيويورك وأبناء الجالية المغربية، وقد اختتم هذا الافتتاح بوصلة موسيقية كناوية للفنان المعلم حسن حكمون.

في اليوم الثاني، التأمت أشغال المؤتمر بمداخلات ترأس جلستها عبد السلام الإدريسي، حيث أبرزوا الدور الرئيس الذي قام به الأزموري في استكشاف العالم الجديد( أمريكا) مع ولاياتها تكساس وأريزونا ونيوميكسيكو خلال القرن السادس عشر ، وتأثير ذلك حتى الآن.فقدانطلقت رحلة مصطفى الازموري، المعروف في الأوساط الأكاديمية باسم استيبانيكو، في العام 1527، حين انضم إلى قائد إسباني يُدعى أندريس دورانتس دي كارانزا ومستكشفين آخرين في اتجاه منطقة جنوب غرب أمريكا الحالية، في إطار بعثة استكشافية حملت اسم “بانفيلو نارفايث“.

وفي كلمة خلال افتتاح هذه الندوة، المنظمة حول موضوع “على خطى مستكشف إفريقي بارز“، أبرز القنصل العام للمغرب بنيويورك، عبد القادر الجموسي، أهمية هذا الحدث الذي يتزامن مع احتفال الولايات المتحدة في شهر فبراير بالإرث الإفريقي ومساهمات الأمريكيين من أصل إفريقي في مختلف المجالات في البلاد وخارجها.

وأوضح أن تنظيم هذه التظاهرات يساهم في تحقيق التقارب بين الشعوب ويذكر بالعلاقات المتميزة والعريقة التي تجمع بين المغرب والولايات المتحدة.

وفي معرض حديثه عن موضوع الندوة، أشار الدبلوماسي إلى أن الأزموري لعب دورا رائدا في استكشاف الجغرافيا والمجتمع والثقافة الأمريكية.

ومن جانبها، أشارت القنصل العام للولايات المتحدة بالدار البيضاء، ماريسا سكوت توريس، في مداخلة مسجلة عبر الفيديو، إلى أن استيبانيكو يمثل رمزا للعزيمة والتنوع
والإدماج الذي ينبغي أن يتحقق في عالم اليوم.

من جهته، قال عبد السلام الإدريسي، الأستاذ في جامعة مدينة نيويورك، إن “خبرة استيبانيكو في مجال الملاحة وذكاءه اللغوي وقدرته على التأقلم مع ثقافة ونمط عيش
السكان الأصليين جعل منه فاعلا أساسيا في الرحلات الاستكشافية التي شارك فيها”، ولاحظ أن الأثر الذي خلفه استيبانيكو يسائل الأفكار الجاهزة ويحث على إعادة تقييم القراءة الجماعية للتاريخ، مع الاعتراف بإسهامات الأشخاص الملونين عبر العالم.

بدوره، اعتبر الكاتب الأمريكي بول شنايدر أن استيبانيكو اضطلع بدور “جسر ثقافي“، بفضل إتقانه لعدة لغات وتأقلمه مع ثقافات أخرى، موضحا أنه “كان وسيطا حاسما بين المستكشفين الإسبان وقبائل السكان الأصليين”.
وفي السياق ذاته، استعرض الأستاذ بجامعة أريزونا، احساين إلحيان، المساهمة الهامة لهذا المستكشف في اكتشاف الجزء الشمالي الغربي من أمريكا، معتبرا أن كتب التاريخ لم تف هذه الشخصية الرمزية حقها.

وأشار أنور مجيد، الأستاذ بجامعة نيو إنغلاند، وجون وينغ، الأستاذ بجامعة مدينة نيويورك وشعيب حليفي، الأستاذ بجامعة الحسن الثاني بالدارالبيضاء، إلى أن استيبانيكو كان أيضا دبلوماسيا تفاوض بشأن معاهدات السلام. بالنسبة لشعيب حليفي، فإن رحلة هذا المستكشف ألهمت العديد من الروائيين المغاربة الذين كتبوا نصوصا من وحي مبادرته الخلاقة بالعربية والفرنسية والانجليزية.

أما حسن حامي، الدكتور في العلوم السياسية والسفير السابق في أذربيجان وإيران، فإن قصة الأزموري، بوصفه أول إفريقي تطأ قدماه التراب الأمريكي، تذكر بالدور الأساسي والفاعل الذي يضطلع به المغرب في إطار الشراكة الثلاثية مع إفريقيا والولايات المتحدة.

عرفت هذه الندوة، المنظمة بتعاون مع الخطوط الملكية المغربية ومجلس الجالية المغربية بالخارج، حضور أعضاء بالسلك الدبلوماسي والقنصلي الإفريقي والأوروبي والآسيوي المعتمدين لدى الولايات المتحدة وشخصيات أخرى،من بينها رئيس بلدية ستاتن آيلاند، فيتو جون فوسيلا.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar