شنقريحة يتسبب في أزمة دبلوماسية مع جمهورية الكونغو الديمقراطية

يواصل نظام العسكر الجزائري خلق الأزمات مع الدول الافريقية، مؤكدا بذلك فشله وتخبطه في تدبير شؤون الجزائر التي أضحت منبوذة ومعزولة اقليميا وقاريا ودوليا فضلا عن المشاكل الداخلية التي تنبئ بالانفجار في اي وقت.

وبعد سلسلة ازماته مع دول الجوار، تسب نظام العسكر في ازمة جديدة مع مع البلدان الإفريقية، وهذه المرة مع جمهورية الكونغو الديمقراطية، التي أعلنت خارجيتها استدعاء السفير الجزائري محمد يزيد بوزيد، أول أمس الاثنين، بسبب زيارة رئيس أركان الجيش الجزائري، السعيد شنقريحة، إلى رواندا، التي تتهمها كينشاسا بدعم متمردين مسلحين.

وجاء في بيان للخارجية الكونغولية، أن نائب رئيس الوزراء وزير الشؤون الخارجية والفرنكفونية الكونغولي، كريستوف لوتو، استقبل سفير جمهورية الجزائر محمد يزيد بوزيد.

 وأضاف البيان انه “بعيدا عن الاعتراف بسيادة كل دولة، كان الأمر يتعلق بتوضيح يهم الزيارة التي قام بها رئيس أركان الجيش الجزائري إلى كيغالي يوم 20 فبراير الجاري”.

ويأتي ردّ فعل كينشاسا بعد إعلان الجزائر توقيع اتفاقيات عسكرية مع رواندا خلال زيارة شنقريحة، تزامنا مع اتهام كينشاسا لكيغالي بدعم ميليشيات مسلحة تحاول السيطرة على إقليم كيفو الشمالي، شرق البلاد، والموجود على الحدود مع أوغندا ورواندا، هذه الأخيرة التي ترى الكونغو الديمقراطية أن لها أطماعا توسعية داخل أراضيها.

وترى كينشاسا أن رواندا تدعم عسكريا حركة “23 مارس” الراغبة في السيطرة على الإقليم المذكور، طمعا في الثروات الباطنية الكبيرة التي تزخر بها المنطقة، على غرار ما تفعله الجزائر، التي تتبنى وتمول جبهة “البوليساريو” الانفصالية وتحتضن وتمل ميليشياتها، على أمل الحصول على منفذ إلى المحيط الأطلسي من خلال الصحراء المغربية.

وكان بيان وزارة الدفاع الجزائرية قد أعلن أن شنقريحة استُقبل بمقر وزارة الدفاع الرواندية من قبل وزير الدفاع جوفينال مريزاماندا، الذي كانت له معه محادثات استعرض فيها مسار التعاون العسكري بين جيشي البلدين، كما أجرى لقاء ثنائيا مع نظيره رئيس أركان القوات الرواندية الفريق أول مبارك موغانغا ليتوسع اللقاء بحضور وفدي البلدين، ترأس فيه الطرفان محادثات تناولت “التعاون العسكري الثنائي وسبل تعزيزه مستقبلا، بما ينسجم وطموحات قيادتي البلدين وإرادتهما في توسيع مجالات التنسيق في الميادين ذات الاهتمام المشترك”.

وفي كلمته بكيغالي، قال شنقريحة إن الزيارة تعد “مؤشرا جليا على طموح السلطات العليا للبلدين، من أجل بعث ديناميكية جديدة لآلية التعاون العسكري بين الجيشين، وبما يسمح بمواجهة التحديات الأمنية، التي تعرفها القارة الإفريقية”، وأشارت وزارة الدفاع إلى أنه، في إجابة على سؤال للصحافة الرواندية “أبرز دور الجزائر في مقاومة مختلف أشكال الاحتلال ومكافحة الإرهاب”.

وأورد المسؤول العسكري الجزائري، الذي يحمل أيضا صفة نائب وزير الدفاع، أن زيارته تأتي تبعا لتلك التي أجراها رئيس الأركان الرواندي السابق إلى الجزائر عام 2022، الفريق أول جان بوسكو كازورا، معتبرا أنه “تعد مؤشرا جليا على طموح السلطات العليا للبلدين، من أجل بعث ديناميكية جديدة على آلية التعاون بين جيشينا، وفرصة سنغتنمها لتبادل وجهات النظر حول المسائل ذات الاهتمام المشترك”.

وخلص شنقريحة إلى أن زيارته “تعد مرحلة هامة في مسعى التشاور بين مؤسستينا نقطعها سويا على درب ترقية العلاقات الثنائية وتوطيد التعاون العسكري، للارتقاء به إلى مصاف تطلعات قيادتي البلدين، وبما يسمح بمواجهة التحديات الأمنية، التي تشهدها القارة الإفريقية، بالفعالية والنجاعة اللازمتين”.

ويرى العديد من المتتبعين ان زيارة شنقريحة إلى رواندا ما هو إلا ردّ فعل على مسلسل التقارب بين المغرب والكونغو كينشاسا، كما هو الشأن في باقي التحركات الجزائرية التي تأتي غالبا للردّ على نجاحات المغرب الدبلوماسية بخصوص النزاع المفتعل حول صحرائه والتي تعتبر بوصلة السياسة الجزائرية سواء على المستوى الداخلي او الخارجي.

وتجدلر الإشارة إلى ان جلالة الملك محمد السادس كانت قد تلقى اتصالا هاتفيا يوم 3 فبراير 2024، من قبل رئيس جمهورية الكونغو الديموقراطية، فيليكس تشيسكيدي، حسبما أفاد بلاغ لرئاسة هذه الدولة الأفريقية الصديقة.

وتناول الاتصال الهاتفي حسب ذات المصدر عدة قضايا هامة، من بينها العلاقات الثنائية بين البلدين وأوجه التعاون الاقتصادي والتجاري، بالإضافة إلى بحث الأمور المتعلقة بالأمن في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية، حيث يأتي هذا في سياق جهود تعزيز الاستقرار في المنطقة.

وعبر رئيسا الدولتين، في ختام المحادثات الهاتفية، عن رغبتهما في عقد لقاء قريب يجمعهما، حيث تم التداول بمقترح إقامة هذا اللقاء في إحدى العواصم، إما في العاصمة المغربية الرباط أو في كينشاسا، عاصمة الكونغو الديموقراطية.

تجسد العلاقات بين المملكة المغربية وجمهورية الكونغو الديمقراطية وحدة قوية وتاريخ طويل، حيث يستند بناء هذه العلاقات دائما إلى أساس التضامن الفعال والتعاون الملموس في جميع المجالات.

ويأتي هذا الاتصال في سياق توسيع نطاق التعاون بين البلدين، حيث افتتحت جمهورية الكونغو الديمقراطية قنصلية في مدينة الداخلية، مؤكدة دعمها الثابت للوحدة الترابية للمملكة المغربية.

ويساهم المغرب في دعم السلام في جمهورية الكونغو الديموقراطية من خلال قوات حفظ السلام المغربية، التي يزيد عددها عن 900 جندي حاليا، ضمن الجهود الرامية إلى تعزيز الاستقرار وتقديم الدعم في هذا البلد الشقيق.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar