ممثلون عن حركتي فتح وحماس في موسكو لبحث تشكيل حكومة وحدة فلسطينية

نقلت وكالة الإعلام الروسية، اليوم الأربعاء، عن السفير الفلسطيني في موسكو عبدالحفيظ نوفل أن ممثلين عن حركتي فتح وحماس سيجتمعون في موسكو غدا الخميس لبحث تشكيل حكومة وحدة فلسطينية وإعادة بناء غزة.

كما أكد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف لوكالة ريا نوفوستي أنه تم التخطيط لمثل هذا الاجتماع. ويُشارك في الحوار وفود من 14 فصيلًا فلسطينيًّا، من بينها حركتي فتح وحماس، برئاسة عزام الأحمد وموسى أبومرزوق.

ويبحث المجتمعون التحديات الكبيرة التي يواجهها الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة، خاصة إثر الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة، وحاجة القطاع إلى إعادة إعمار كبيرة تتطلب مشاركة دولية واسعة.

وتطالب حركتا “حماس” و”الجهاد الإسلامي” بالمشاركة في منظمة التحرير الفلسطينية، وتشكيل مرجعية فصائلية للحكومة الجديدة، لكن حركة “فتح” التي تقود منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية تضع شروطاً لدخول الحركتين إلى منظمة التحرير في مقدمتها الالتزام بالاتفاقات الموقعة، وتوحيد القوانين والمؤسسات والسلاح في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وكان السفير الفلسطيني لدى المملكة المتحدة، حسام زملط، قد كشف عن مساعدة قطر ومصر في “تشكيل حكومة تكنوقراط فلسطينية جديدة”، وسط مشاورات بين جميع الفصائل السياسية الفلسطينية، بما في ذلك حركة حماس.

وشدد زملط على أن “حماس لن يكون لها أعضاء في حكومة التكنوقراط الجديدة، لكن حقيقة التشاور معها تظهر أن الجهود جارية لمعرفة ما إذا كانت الوحدة الفلسطينية بين حماس وفتح قابلة للتحقيق”، بحسب صحيفة “الغارديان” البريطانية.

وأعلنت الرئاسة الفلسطينية يوم الاثنين أن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، قبل استقالة حكومة رئيس الوزراء، محمد اشتية، في وقت تتكثف الاتصالات في الكواليس بشأن مسألة إجراء إصلاح في السلطة الفلسطينية مرتبط بمرحلة ما بعد الحرب في قطاع غزة.

وتأتي استقالة حكومة اشتية في وقت تتناول الاتصالات الدبلوماسية التي تشارك بها دول عدة حول مرحلة ما بعد الحرب مسألة “إصلاح السلطة الفلسطينية”، التي يرأسها عباس منذ العام 2004.

واعتبر زملط أن الحكومة المرتقبة ستكون “حكومة تكنوقراط بحتة بدون فصائل، قائلا “إنها مصممة لتوحيد الفلسطينيين وجغرافيتهم ونظامهم السياسي”.

وأضاف “لقد تغير المشهد السياسي.. هذا هو الوقت المناسب لسماع شعبنا، وليس وقت الفصائل السياسية.. تقع على عاتقنا مسؤولية توفير حكومة يمكنها توفير احتياجات شعبها، وتوحيد شعبنا ونظامنا السياسي”.

وقال زملط إنه يأمل أن تتبع تشكيل حكومة التكنوقراط “إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية فلسطينية”، ولم يحدد جدولا زمنيا محددا لتنفيذ ذلك، لكنه قال إن الأمر سيكون مسألة أشهر وليس سنوات.

وفي غزة، تم تعليق الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بعد فوز حماس في عام 2006، وطرد السلطة الفلسطينية بعد ذلك من القطاع الذي يبلغ عدد سكانه 2.3 مليون نسمة.

وعقدت آخر انتخابات رئاسية فلسطينية في عام 2005، بينما أجريت آخر انتخابات تشريعية عام 2006.

وربط زملط التقدم في عمل حكومة التكنوقراط المرتقبة بـ”الدرجة التي يسمح بها اليمينيون في الحكومة الإسرائيلية لها بالحكم”.

وذلك من خلال عدم حرمان الحكومة الجديدة من الإيرادات وتقييد الحركة في الضفة الغربية، وفق السفير الفلسطيني لدى المملكة المتحدة.

وتمارس السلطة الفلسطينية التي تأسست قبل 30 عاما بموجب “اتفاقات أوسلو للسلام” حكما محدودا على مناطق من الضفة الغربية، لكنها فقدت السلطة في قطاع غزة بعد صراع مع حركة حماس في عام 2007.

وضعف نفوذ السلطة الفلسطينية كثيرا بمرور السنين وتظهر دراسات مسحية أن “شعبيتها ضعيفة وسط الفلسطينيين”، لكنها تظل الهيئة القيادية الوحيدة المعترف بها عموما من المجتمع الدولي.

ويرأس عباس البالغ من العمر 88 عاما، السلطة الفلسطينية، وتراجعت شعبيته كثيرا منذ سنين في أوساط الفلسطينيين ويتعرض لانتقادات بسبب “عجزه” إزاء الحرب الدائرة في قطاع غزة والتصعيد المستمر في الضفة الغربية.

واندلعت الحرب في قطاع غزة إثر هجوم حركة حماس غير المسبوق في إسرائيل في السابع من أكتوبر الذي أسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون، وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الإسرائيلية.

وردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل “القضاء على الحركة”، وتنفذ منذ ذلك الحين حملة قصف أتبعت بعمليات برية منذ 27 أكتوبر، ما تسبب بمقتل 29954 فلسطينيا وإصابة 70325، وفق ما أعلنته وزارة الصحة التابعة لحماس، الأربعاء.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar