قصر ألابا إسكيبل بفيتوريا.. معلمة تراثية للمغرب خارج حدوده في حاجة لإعادة التأهيل

يعتبر “قصر ألابا إسكيبل Palacio de Álava Esquivel”، بمدينة فيتوريا في إقليم الباسك، بإسبانيا، تراثا تاريخيا للمغرب خارج حدوده، ومعلمة ذات قيمة تاريخية وثقافية وسيادية، باعتبارها الملكية الوحيدة للجماعات المغربية خارج المملكة المغربية، بعد أن تم نقل ملكية القصر، الذي بني عام 1488، إلى مدينة طنجة.

تم بناء قصر ألافا إسكيفيل بين عامي 1488 و1535، بتكليف من بيدرو مارتينيز دي ألافا Pedro Martínez de Álava، وماريا دييز دي إسكيفيل María Díez de Esquivel.

تم الانتهاء منه لاحقًا تحت إشراف ابنه، دييغو دي ألافا إي إسكيفيل Diego de Álava y Esquivel، في عام 1535.

وقد خضع القصر للعديد من التعديلات، بما في ذلك التوسعة في القرن التاسع عشر والانهيار الجزئي لجناحه الشمالي في عام 1889.

وللحفاظ على التراث الثقافي والطبيعي، ل”قصر ألابا إسكيبل Palacio de Álava Esquivel”، الفخم والتاريخي في مدينة فيتوريا القديمة، والذي تملكه مدينة طنجة. تواجد رئيس المجلس الجماعي لطنجة، منير العموري، في فيتوريا عاصمة الباسك، من أجل التوقيع على اتفاقية تعاون بين المدينتين، وكذا إيجاد صيغ عملية لحل مسألة القصر “قصر ألابا إسكيبل Palacio de Álava Esquivel”، وقام بجولة تفقدية لهذه المعلمة التاريخية.

حيث التقى مع عمدة مدينة فيتوريا، مايدير إتشباريا Maider Etxebarria، وتم التوقيع على اتفاقية تعاون بين جماعة طنجة ومجلس مدينة فيتوريا في مختلف المجالات؛ كما تم الاتفاق على تشكيل خلية عمل لإيجاد حلول لموضوع القصر، منها ديونا متراكمة تزيد عن 400 ألف يورو من الغرامات لحالته السيئة، التي عانت الهجر.

لتتولى بلدية طنجة إعادة تأهيل القصر وترميمه وتجديده، وسداد الديون القائمة، وهو ما يمثل خطوة مهمة في الحفاظ على التراث التاريخي للمغرب خارج حدوده، وكون هذه المعلمة ذات القيمة التاريخية والثقافية والسيادية، باعتبارها الملكية الوحيدة للجماعات المغربية خارج المملكة المغربية.

حيث تم التواصل بين مجلس مدينة فيتوريا وبلدية طنجة التي أعربت عن استعدادها لتولي مسؤولية إعادة التأهيل، التي تتطلب موارد مالية كبيرة، حيث ستقوم بتحويل هذا العقار إلى الدولة المغربية مقابل درهم رمزي، لإنقاذ هذه الممتلكات المعمارية التاريخية.

حيث أعلن الناطق باسم منطقة المدينة النموذجية، باسكوال بورخا، أن: “السلطات المغربية أعربت عن استعدادها، كأصحاب العقار، لتولي مهمة إعادة تأهيل العقار”.

إن “قصر ألابا إكيبل Palacio de Álava Esquivel”، الذي بني عام 1488، محاط بأمر من، فرنان لوبيز دي إسكوريازا Fernán López de Escoriaza، طبيب الملك هنري الثامن ملك إنجلترا، ثم الإمبراطور تشارلز الخامس لاحقًا، وزوجته فيكتوريا دي أندا إي إسكيفيل Victoria de Anda y Esquivel، ببناء هذا القصر ببرجين.

على مر التاريخ كانت تؤوي عائلة ألافا؛ كما كان قلعة القادة كفرانسيس الأول ملك فرنسا، وكذلك دوق ويلينغتون، الذي انتصر مع الجنرال ألافا في معركة فيتوريا، وبداية تراجع الإمبراطور نابليون.

ويحتوي القصر وهو ملكية لمجلس مدينة طنجة، على ساعة ذات قيمة تاريخية كبيرة، تم الاستيلاء عليها من سفينة إنجليزية في 25 يونيو 1782، في معركة ترافالغار (الطرف الأغر) Trafalgar؛ وتسمى “ساعة المعركة” الموجودة على الواجهة الرئيسية، وفناء داخلي، يعرف باسم “فناء الحب”.

أصبح قصر Álava Esquível ملكًا لطنجة منذ أكثر من قرن من الزمان، عندما راهن ريكاردو دي ألافا إي كاريون، سليل الجنرال ألافا، على الممتلكات في لعبة ورق وخسرها، وانتهى الأمر بالقصر في أيدي دوق توفار، إغناسيو دي فيغيروا إي ميلغار Duque de Tovar, Ignacio de Figueroa y Melgar، الذي أصيب في الحرب بأفريقيا وتعافى في طنجة، وتوفي عام 1953، دون أطفال، وترك ميراثه إلى معهد أمريكا الشمالية للسرطان، وفي حالة استقالته، إلى مدينة طنجة التي كان مغرما بها. تخلى معهد أمريكا الشمالية للسرطان عن ميراث المليونير، بسبب التكلفة الضريبية المرتفعة التي ستترتب عليه أن يكون مالكا لعدد كبير من العقارات الموزعة في جميع أنحاء المدينة المغربية وعدة مدن في إسبانيا، وبالتالي أصبحت ملكية قصر ألافا إسكيفيل لبلدية لطنجة.

فاستقال الأمريكيون وتنازل دوق توفار عن جميع ممتلكاته لمدينة طنجة في عام 1953، كدليل على الامتنان، بعد أن تلقى الكثير من الرعاية والتفاني من أهل طنجة حتى تعافى.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar