معبر الكركرات.. شريان حيوي يربط المغرب بعمقه الإفريقي

شهد معبر الكركرات منذ طرد عصابة  قطاع الطرق التي كانت تعيق حركة السير والتنقل ديناميكية كبيرة على مستوى مرور الشاحنات الدولية والمغربية باتجاه باقي دول إفريقيا محملة بمختلف السلع والبضائع.

إذ كشفت إحصائيات جديدة، أن 200 شاحنة لنقل السلع المختلفة تمر بشكل يومي عبر معبر الكركرات، ما يجعل منه منفذا اقتصاديا حيويا وشريانا رئيسيا للسلع في اتجاه دول جنوب الصحراء.

وأكد سائقو الشاحنات أن عملية العبور، في الاتجاهين، تتميز بالسلاسة والمرونة، كما أن البنية التحتية لهذا المعبر تحسنت بشكل كبير في الآونة الأخيرة، إذ لا يقتصر الأمر على السلع المغربية المتجهة نحو دول جنوب الصحراء والساحل، بل المعبر أصبح منفذا لمرور السلع الأوروبية باتجاه إفريقيا، إذ تمر يوميا سلع متنوعة، سواء الخضر أو الفواكه أو البضائع الصناعية كالأجهزة الكهربائية والبلاسيتيكية والأدوية وغيرها في امن وآمان بعدما قامت القوات المسلحة الملكية في 13 نونبر 2020 بتطهير شامل للمغرب من مرتزقة البوليساريو.

ويذكر أن المركز الحدودي الكركرات، التابع لجماعة بئر كندوز (إقليم أوسرد)، شهد خلال 2023 تدشين وإعطاء انطلاقة عدد من المشاريع التي تجسد الدينامية التنموية المتسارعة وغير المسبوقة لهذا المركز في عدد من المجالات.

ويعرف هذا المركز الحدودي، منذ التدخل البطولي للقوات المسلحة الملكية، لتأمينه وإعادة فتحه أمام حركة المرور، تطورا اجتماعيا واقتصاديا مهما ومتواصلا يجسد الرؤية الملكية الرامية إلى تعزيز التنمية الاقتصادية وتعمير هذا الجزء من الصحراء المغربية.

وأضحت الكركرات، النقطة الحدودية التي تربط المغرب بموريتانيا وباقي بلدان غرب إفريقيا، المحور الطرقي الاستراتيجي الذي يعرف تدفقا يوميا مهما لحركة عبور الشاحنات وتنقل الأشخاص والبضائع والخدمات، واصبح مجالا ملائما لإقامة عدد من المشاريع التنموية الكبرى بالمنطقة، التي تعد بوابة المغرب نحو عمقه الإفريقي.

كما شهد المركز الحدودي الكركرات إعطاء الانطلاقة لتشغيل محطة تحلية مياه البحر، بكلفة إجمالية 30 مليون درهم، ممولة من طرف وكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لأقاليم الجنوب (26 مليون درهم) والمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب (4 ملايين درهم).

ويمكن هذا المشروع، الذي يتضمن إنجاز وتجهيز بئر جديد ومحطة لتحلية مياه البحر بقدرة 432 متر مكعب في اليوم وإنشاء خزان عال بسعة 200 متر مكعب وشبكة للتوزيع بطول 5 كلم، من تحسين ظروف تزويد ساكنة هذه المنطقة بالماء الشروب عبر شاحنات صهريجية، انطلاقا من محطة تحلية محلية بمياه ذات جودة عالية في مرحلة أولى.

كما شهد المركز الحدودي الكركرات تدشين وحدة فندقية تم إنجازها بغلاف مالي ناهز 7.6 مليون درهم على مساحة إجمالية تفوق 1000 متر مربع، وبطاقة إيوائية تبلغ ما مجموعه 36 سريرا.

ويعكس الزخم التنموي، الذي يعيش على وقعه المركز الحدودي الكركرات، أهمية الجهود المبذولة من طرف المملكة، تحت القيادة الحكيمة للملك محمد السادس، من أجل تحويل جهة الداخلة – وادي الذهب إلى محور اقتصادي مهم يزخر ببنية تحتية قوية، وصلة وصل بينه وبين عمقه الافريقي.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar