الهيدروجين الأخضر بالمغرب..توفير مليون هكتار لاستقطاب المستثمرين

تعتبر المملكة المغربية اليوم، من بين الدول الأكثر تموقعا في ثورة الهيدروجين الأخضر بفضل وفرة مواردها من الشمس والرياح. وقالت الحكومة، اليوم الاثنين، إنها ستخصص مليون هكتار لمشاريع الهيدروجين الأخضر على أن يتم خلال المرحلة الأولى توفير 300 ألف هكتار لجذب المستثمرين.

ويتوقع أن يلعب الهيدروجين الأخضر، الذي يُنتج عن طريق التحليل الكهربائي للماء باستخدام الطاقة المولدة من المصادر المتجددة، دورا رئيسيا في إزالة الكربون من مختلف الصناعات.

وجاء في بيان لرئاسة الحكومة، اليوم الالثنين، أن المبادرة ستمكن “المغرب من لعب دور رئيسي في مجال الانتقال الطاقي على الصعيد العالمي وإعادة تشكيل التدفقات الناتجة عنه”، مضيفا أن عرض المغرب ينطبق على “المشاريع المندمجة بدءا من توليد الكهرباء من الطاقات المتجددة والتحليل الكهربائي، إلى تحويل الهيدروجين الأخضر إلى الأمونيا والميثانول والوقود الاصطناعي”، لكن البيان لم يأت على ذكر أي تفاصيل عن الحوافز المتوقع تقديمها للمستثمرين.

ويستهدف العرض المستثمرين الراغبين في إنتاج الهيدروجين الأخضر ومشتقاته، سواء كان موجها للسوق الداخلية أو للتصدير أو لكليهما معا، مضيفا أن ما يقرب من مئة مستثمر أبدوا بالفعل اهتماما بإنتاج الهيدروجين الأخضر في المغرب.

ويستهدف المغرب رفع مساهمة مصادر الطاقة المتجددة إلى نحو 52 بالمائة من مزيج الطاقة في البلاد بحلول عام 2030 من 37.6 بالمائة حاليا.

والهيدروجين الأخضر نوع من الوقود الناتج عن عملية كيميائية يستخدم فيها تيار كهربائي ناتج عن مصادر متجددة لفصل الهيدروجين عن الأكسجين في الماء، وبالتالي تنتج طاقة دون انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون بالغلاف الجوي المسبب للاحتباس الحراري.

وكان صاحب الجلالة الملك محمد السادس قد دعا، في خطابه السامي بمناسبة الذكرى الـ 24 لعيد العرش المجيد، بتاريخ 29 يوليوز 2023، إلى الإسراع بإعداد مشروع عرض المملكة في مجال الهيدروجين الأخضر.

وتراهن الحكومة في 2024، على الانتهاء من مشروع الهيدروجين الأخضر، تمهيدا للمباشرة بتنفيذه وعرضه على المستثمرين في هذا المجال.

ويسارع المغرب الخطى من أجل تأمين احتياجاته من الطاقة، خاصة أنه يستورد 96 بالمائة منها، بالتزامن مع ارتفاع الأسعار عقب اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية.

وتعمل المملكة على الاستثمار أكثر في الطاقات المتجددة، فضلا عن عقد شراكات في إطار الهيدروجين الأخضر، ضمن جهود تخفيف التبعية للمصادر الخارجية.

وكانت رئيسة البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية أوديل رونو باسو قد أكدت خلال لقاء لها بمدينة مراكش العام الماضي أن الرباط بإمكانها إنتاج الهيدروجين الأخضر بأدنى تكلفة في العالم.

وشددت على أن المغرب يعد اليوم من بين الدول الأفضل تموقعا في ثورة الهيدروجين الأخضر بفضل وفرة موارده من الشمس والرياح.

ويؤكد خبراء أن هذا التوجه سيوفر الكثير من العملة الصعبة من خلال توفير عوائد شراء الغاز والبترول وبما يساعد على خفض عجز الميزان التجاري أيضا ويساعد البلد في تحقيق مجموعة من الأمور المتعلقة بالتنمية خلال السنوات القليلة المقبلة.

وأعلنت شركة فيردي هيدروجين الأميركية مؤخرا عن عزمها الاستثمار في قطاع الهيدروجين الأخضر بالمغرب، من خلال توقيع اتفاقية تطوير وتشغيل مشروع لآليات التحليل الكهربائي بقدرة 2 ميغاواط.

ويتوقع المغرب إيرادات سنوية من الهيدروجين الأخضر ومشتقاته في حدود نحو 2.1 مليار دولار سنويا بحلول العام 2030، على أن ترتفع إلى 31.2 مليار دولار بحلول 2050.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar