تقرير دولي: الجزائر تجد صعوبة كبيرة للحصول على الأسلحة من روسيا

 تراجعت مقتنيات الجزائر من الأسلحة في الفترة الممتدة بين 2019 و 2023 مقارنة بالأربع سنوات التي سبقتها، حيث بلغت نسبة التراجع 77 بالمائة، وهي نسبة تشمل جميع واردات الجزائر من الأسلحة من مختلف الدول التي تتعامل معها، وعلى رأسها روسيا.

جاء ذلك في أحدث تقرير لمعهد ستوكهولم لأبحاث السلام “SIPRI”، الذي أوضح أن التراجع الأكبر في اقتناء الأسلحة بالنسبة للجزائر، كان مع روسيا، حيث تراجعت النسبة بناقص 83 بالمائة، مقارنة بفترة 2014 و2018، وهو ثاني أكبر تراجع في اقتناء الأسلحة الروسية من طرف دول العالم بعد فيتنام التي تراجعت نسبة اقتنائها للأسلحة من موسكو بنسبة ناقص 91 بالمائة بين 2019 و 2023.

ويأتي تسجيل الجزائر لهذا التراجع الكبير في اقتناء الأسلحة من روسيا، في وقت رصدت فيها ميزانيات ضخمة لاقتناء أسلحة جديدة، حيث فاقت ميزانية الدفاع التي خصصتها للسنة الماضية 20 مليار دولار، كانت من أكبر الميزانيات التي تُخصصها دولة إفريقية في هذا المجال، لكن الأرقام كانت عكس حجم الميزانية، مما يشير إلى صعوبة حصول الجزائر على الأسلحة، وبالأخص من روسيا.

ويعزى سبب هذا التراجع، وفق العديد من التقارير الدولية، إلى أن روسيا لم تعد قادرة على الالتزام بتصدير الأسلحة إلى الدول التي تعتمد عليها، وعلى رأسها الجزائر، بسبب حربها المستمرة على أوكرانيا وما يتطلب ذلك من إمدادات متواصلة من الأسلحة.

وكانت الجزائر قد وقعت صفقات للحصول على أسلحة جديدة من روسيا، قبل أن تتسبب الحرب في أوكرانيا في تأخر موسكو في الإيفاء بتلك الصفقة، وفي هذا الصدد، أشارت العديد من التقارير إلى أن تلك الصفقات قد لا تتحقق في ظل استمرار الحرب الجارية على كييف.

ودفع هذا الوضع، العام الماضي، الجزائر إلى البحث عن مزودين جدد بدل الاستمرار في الاعتماد على روسيا، وهو الأمر الذي دفع بالرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، للقيام بزيارة دولة إلى الصين، كان من بين أهدافها زيادة التعاون العسكري مع بكين وتوقيع صفقات تسلح جديدة.

وفي الأسابيع القليلة الماضية، قام رئيس أركان الجيش الجزائري، السعيد شنقريحة، بجولات ماراطونية في عدد من المعارض الدولية، للإطلاع على آخر ما تم إنتاجه في المجال العسكري، لأجل البحث عن صفقات جديدة لصالح الجيش الجزائري، وذلك في ظل تعثر صفقات التسلح مع روسيا الشريك التقليدي للجزائر.

وفي هذا السياق، كشفت وسائل إعلام جزائرية أن شنقريحة قام بزيارة إلى المملكة العربية السعودية لحضور فعاليات الطبعة الثانية للمعرض العالمي للدفاع بالرياض، وبعدها إلى قطر للمشاركة في النسخة الـ8 من معرض ومؤتمر الدوحة الدولي للدفاع البحري “ديمدكس 2024”.

ويرى العديدر من الخبراء أن تحركات شنقريحة خارج الجزائر غالبا ما تكون بهدف البحث عن توقيع صفقات تسلح جديدة للجيش الجزائر، خاصة أن الأخيرة شرعت، خلال السنتين الأخيرتين، في تخصيص ميزانيات ضخمة للدفاع بهدف الحصول على أسلحة جديدة بعد عقود من الاعتماد على الأسلحة الروسية التي أثبت الكثير منها أنها غير فعالة خلال حرب أوكرانيا.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar