فرحان وبوصوف : ضعف الطالب والمطلوب.

من شاهد التحفة السينمائية الخالدة  “العراب” (LE PARRAIN) عرف ولو في جزء بسيط بعضا من الأسرار المحيطة بطرق اشتغال عصابات  “المافيا”. “المافيا” ليست فقط “نقابة لعصابات الجريمة المنظمة” التي  تضم في صفوفها وجوها شريرة تحترف القتل و الترهيب و الاتجار في جميع أنواع الممنوعات  بل تضم في صفوفها كذلك وجوها ” ملائكية” تدبر وتخطط وتجيد عملية اختراق هياكل جميع المؤسسات الرسمية (الحكومة – القضاء-الأمن..) وكل قوة  مؤثرة ( الإعلام) في المجتمع.  كل ذلك من أجل  حماية مصالح  هذه “النقابة” وبكل الطرق الممكنة “لينة” كانت (الإرشاء مثلا)  أو خشنة قد تبدأ بالابتزاز وتنتهي بالقتل.

غالبا أن  النصاب المقيم في إيطاليا “الشيخ” إدريس فرحان شاهد الفيلم المذكور أعلاه واستفاد من أحد “دروسه” في الباب المتعلق بكيفية “إدارة فن الابتزاز” و الذي مكنه من استدراج مجموعة من “الضحايا” في شراكه. “ضحايا” يستحيل وصفهم كذلك لأن لا مناصبهم ولا مستواهم  المعرفي و الاجتماعي والمادي والسياسي يسمح لهم أن يكونوا لقمة سائغة لشخص نكرة و تافه  لا وجود له  سوى بفضل  موقع إخباري “كرطوني” يقتات من اشتراكات  وتعاليق و”لايكات” كل من يجد لذة في معاداة المغرب والمغاربة.

طبعا، لا ينطبق وصف  المافيوزي “الملاك” ( المشار إليه أعلاه)  على ادريس فرحان  فلا هو رجل يقوى على المبارزة والمقارعة والمنازلة  ولا هو ذكي ولا عاقل ولا هو يحسن التفكير و التخطيط والتدبير، بل “الملائكة” هم أولائك الذين كانوا يأكلون غلة المؤسسات  نهارا  ويسبون  ملتها ليلا، أولائك الذين غدروا بثقة المؤسسات  الدستورية والسياسية والحزبية وظنوا أنهم طعنوها في الظهر وهم لم يطعنوا سوى أسمائهم  وسمعتهم و ماضيهم و حاضرهم ومستقبلهم.

واقع الحال في قضية بوصوف والفكاك يقول أن  هادين  “الملكين”  هما من تقربا من النصاب  ادريس فرحان وهما من استعملاه و استغلاه كبوق مبحوح ونشاز لتحقيق مآربها وبطبعية الحال لا يمكن لادريس النصاب إلا أن يغتنم الفرصة و يفي بالغرض الخبيث المؤدى عنه.

تعددت الأسئلة حول إلى أي  مدى تورط كل من بوصوف و الفكاك مع إدريس فرحان، ولكن يبقى هناك سؤالا واحدا يلغي ما سبق وما لحق من الأسئلة، لماذا لم يسبق للسيد عبد الله بوصوف أن بلغ رسميا وأمام الجهات القضائية  المختصة عن تعرضه للابتزاز من طرف ادريس فرحان؟ لماذا سكت كل هذه المدة؟ كيف لمسؤول بقيمته  الاعتبارية  وقامته المؤسساتية  أن يخضع للابتزاز كما  اعترف بذلك بطريقة مباشرة  في المقال الذي نشره على صفحته في الفايسبوك.

عوض التقيد بواجب التحفظ وبضرورة احترام المسار القضائي الذي اتخذته هذه القضية نظرا لوضعهما الاعتباري دستوريا وسياسيا، لجأ  سعيد الفكاك وعبد الله  بوصوف إلى   “حائط الفيسبوك” في ما يشبه “حائط المبكى” وأخذا “يبكيان” و يتضرعان بمسارهما النضالي في سبيل المغرب بطريقة غير لائقة إذ أنها خلطت بين المن على المملكة وبين ابتزاز القضاء و محاولة التأثير عليه.

لاشك أن سقوط بوصوف و من معه ومن سيلحق بهما  آجلا أم عاجلا سيزيل كثيرا من الغبار عن حقيقة ما يشاع عن وجود ما يسمى ببنية سرية في المغرب. الآن اتضح أن عرابي هذا المصطلح ومروجوه هم الأعضاء الحقيقيون لهذه البنية السرية  المزعومة  التي استرسلت   في نبش و  نهش  عرض المغرب  وسمعته  ومكانته قبل أن تبدأ عملية سقوط الأقنعة بسقوط المنافقين والخونة والدساسين والمدلسين.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar