مسجد تنمل التاريخي..رمز العظمة الدينية والسياسية للمغرب الموحدي

تعتبر العمارة الإسلامية في المغرب مصدرا للفخر والاعتزاز، حيث تحتضن بين جدرانها العديد من الآثار والمعالم التاريخية التي تشكل جزءًا لا يتجزأ من تراث البلاد،و من بين هذه المعالم، يبرز مسجد تنمل التاريخي كرمز للعظمة الدينية والسياسية التي عاشها المغرب خلال فترة حكم الدولة الموحدية.

IMG 20210425 WA0087

وبناءً على المعطيات التاريخية، يعتبر مسجد تنمل تحفة معمارية تعكس الروح الدينية والتقاليد الإسلامية في المغرب، خاصة خلال حقبة الدولة الموحدية التي كانت مصدرًا للعزة والقوة. بُني هذا المسجد في القرن الـ12 الميلادي على يد السلطان الموحدي عبد المؤمن بن علي الكومي، وهو من أبرز المساجد التي شهدتها المملكة في ذلك الوقت.

IMG 20210425 WA0086

وتأتي أهمية مسجد تنمل من دوره الكبير في تعزيز النفوذ الديني للموحدين في المغرب. فقد كانت المساجد في ذلك الوقت ليست مجرد أماكن لأداء الصلوات الخمس والعبادات، بل كانت أيضًا مراكز للتعليم والدعوة وتوجيه السياسات الدينية والاجتماعية. وكان مسجد تنمل يعتبر مقدسًا بشكل خاص، حيث كان موقع وراقًا للخليفة المهدي ابن تومرت ولكبار العلماء والزعماء الدينيين في تلك الحقبة.

وبالإضافة إلى دوره الديني، كانت المساجد في تاريخ المغرب تعتبر عنصرًا أساسيًا في تقوية الدولة وتعزيز وحدتها. فقد كانت هذه المنشآت الدينية تجمع الناس وتشكل مركزًا للحياة الاجتماعية والثقافية، حيث تبادل فيها الناس الآراء والمعرفة وتواصلوا مع السلطات المحلية والدينية.

IMG 20210425 WA0092 1

ويمثل مسجد تنمل التاريخي  نموذجا حيا لهذا الدور الكبير، حيث شهد تاريخه العديد من الأحداث الهامة والمشاريع الدينية والثقافية التي أسهمت في تعزيز الوحدة الوطنية وتعزيز القيم الدينية والأخلاقية في المجتمع المغربي.

IMG 20210425 WA0098

وبالاعتماد على هذه المعطيات، يظل مسجد تنمل التاريخي شاهدا على عظمة التراث الإسلامي في المغرب ودور المساجد في تعزيز النفوذ الديني والسياسي للدولة في تاريخها العريق.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar