نهاية مسرحية الرد الإيراني على إسرائيل قبل بدايته

أعلنت البعثة الإيرانية في الأمم المتحدة انتهاء الرد الإيراني العسكري على إسرائيل. الذي عرف إسقاط 99٪ من الدرونات والصواريخ الإيرانية، من طرف مقاتلات أمريكية وبريطانية ودفاعات إسرائيلية، في الأراضي العراقية والسورية، وبعضها في الأردن، وعودة بعض الدرونات لإيران خوفا من إسقاطها دون تنفيذ المهمة، بعد أن كانت قد اقتربت من الأجواء الإسرائيلية.

وهو الرد الذي جاء بعد إعلان نظام الملالي عن وقت العملية المسرحية المتفق عليها، وليس المباغثة في الرد، على قصف إسرائيل لقنصليته في دمشق، التي كانت تعتبرها إسرائيل مركز قيادة وتحكم لـ “الحرس الثوري الإيراني”، مما يمكن طهران من تشغيل شبكتها وميليشياتها في جميع أنحاء الشرق الأوسط من قلب دمشق التي كان يتم عبرها الإشراف على المليشيات المدعومة من إيران التي تزيد عن أكثر من 20 مجموعة مسلحة جلها في الشرق الأوسط، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، من خلال مزيج من الأسلحة والتدريب والمساعدات المالية، وعلى رأسها أنشطة محور المقاومة: “حزب الله وحماس والحوثيين في اليمن”، باستخدام قواعدها لشن هجمات ضد إسرائيل، عبر تبنيها نظرية “الحرب غير المتكافئة”، التي حسب إسرائيل زادت نشاطاتها العسكرية بعد اندلاع حرب غزة في 7 أكتوبر 2023، حسب تقرير “نيويورك تايمز” الأميركية، الذي سلط الضوء على أبرز هذه المجموعات وجذورها والدور الذي تلعبه لتعزيز مصالح طهران في المنطقة.

لإنقاذ نتنياهو من ورطة حرب غزة، وأزمة حكومته داخليا، لتشكيل وحدة وطنية، وتضامن غربي بعد أن تضررت صورة إسرائيل بالكارثة الإنسانية وعمليات التدمير بغزة، وضغط الرأي العالمي لما يتعرض له الفلسطينيون بعد 7 أكتوبر 2023، من قصف وتدمير وتقتيل وتجويع. للفت الإنتباه عن إسرائيل في حرب غزة، وإن ربحت المعركة خسرت الحرب فيها، بمسرحية شيطانية، بطلتها إيران كضرورة أمريكية لإنقاذ صورة إسرائيل المتضررة حتى لدى الرأي العام الغربي، في إعادة تشكيل الشرق الأوسط. باعتبار إيران حارسة محور الممانعة وإسرائيل حارسة النفوذ الإيراني.

حيث اعتبرت البعثة الايرانية في الامم المتحدة، أن العمل العسكري الإيراني، الذي تم تنفيذه استناداً إلى المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة المتعلقة بالدفاع المشروع، هو رد على القصف الإسرائيلي على المبنى الدبلوماسي لقنصلية طهران في دمشق بسوريا.

وجاء في إعلانها: “لقد ضربنا النظام الصهيوني وفقا للمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة (الهجوم دفاعا عن النفس) بعد الهجوم في دمشق.

يمكن اعتبار الأمر منتهيًا، ومع ذلك، إذا ارتكب النظام الإسرائيلي خطأً آخر، فإن رد إيران سيكون أكثر حدة بكثير.
‏هذا صراع بين إيران والنظام الإسرائيلي المارق، والذي يجب على الولايات المتحدة أن تبتعد عنه!”.

وهو رد كمسرحية عسكرية ضد إهانة إسرائيل لطهران في دمشق، ولكوادر الحرس الثوري الإيراني، لحماية سمعتها بين حلفائها، وللإستهلاك الداخلي، كما أن المواجهة العسكرية المباشرة مع إسرائيل قد تكون سببا في حالة تصعيد التوتر، تدمير البنيات التحتية لأذرعها ووكلائها التي عبرها تبرز قوتها بالوكالة في منطقة الشرق الأوسط، دون أن تخسر مكانتها، لاستعدادها المستمر استثمار الفرص المتبادلة مع إسرائيل للإستفادة من الفوضى، بخطاب إيديولوجي ثوري ضمن قواعد السياسة القومية لإيران الثورة، للإيقاع الأذى بالوجود السني؛ وهو ما تتحنبه من الإصطدام المباشر، وجر المنطقة لصراع أوسع قد تكون تبعاته وخيمة على الجانبين كضرورتين متناقضتين لكن بأهداف مشتركة، باعتبارها طرف التفاهمات مع الولايات المتحدة الأمريكية لخدمة مصالحها الأمنية، وتمددها السياسي المرتبط بمكونها الشيعي، لتوسيع نفوذ انتمائها العقدي.

مسرحية مسجلة لدى إيران وإسرائيل كضرورتان لأمريكا في الشرق الأوسط.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar